منتديات تدلـل1

منتديات تدلـل1 (http://tdll1.net/vb/index.php)
-   نفحآتـ إيمآنية (http://tdll1.net/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام (http://tdll1.net/vb/showthread.php?t=21645)

دلوووول 01-09-2014 10:34 AM

ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام
 
هو المعصوم الثالث عشر والإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام
بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم
وهو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]
نشأ وتربّي في ظلّ أبيه الذي فاق أهل عصره علماً وزهداً وتقويً وجهاداً . وصحب أباه اثنين أو ثلاثاً وعشرين سنة وتلقّي خلالها ميراث الإمامة والنبوّة فكان كآبائه الكرام علماً وعملاً وقيادةً وجهاداً وإصلاحاً لاُمّة جدّه محمّد (صلى اللّه‏ عليه وآله(
وقد ظهر أمر إمامته في عصر أبيه الهادي (عليه السلام) وتأكّد لدى الخاصة من أصحاب الإمام الهادي والعامة من المسلمين أنّه الإمام المفترض الطاعة بعد أبيه (عليه السلام
تولّى مهامّ الإمامة بعد أبيه واستمرّت إمامته نحواً من ست سنوات، مارس فيها مسؤولياته الكبرى في أحرج الظروف وأصعب الأيّام على أهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحكّام العباسيون ـ وهم أحرص من غيرهم على استمرار حكمهم ـ أنّ المهدي من أهل بيت رسول اللّه‏ (صلى اللّه‏ عليه وآله) ومن ولد عليّ ومن ولد الحسين (عليه السلام) فكانوا يترصّدون أمره وينتظرون أيّامه كغيرهم ، لا ليسلّموا له مقالد الحكم بل ليقضوا على آخر أمل للمستضعفين .
لقد كان الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) استاذ العلماء وقدوة العابدين وزعيم المعارضة السياسية والعقائدية في عصره ، وكان يشار إليه بالبنان وتهفو إليه النفوس بالحبّ والولاء كما كانت تهفو الى أبيه وجدّه اللّذَين عُرف كل منهما بابن الرضا (عليهما السلام)، كل هذا رغم معاداة السلطة لأهل البيت (عليهم السلام) وملاحقتها لهم ولشيعتهم .
وقد فرضت السلطة العبّاسيّة الإقامة الجبرية على الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) وأجبرته على الحضور يومين من كلّ اُسبوع في دار الخلافة العبّاسية.
[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]
مراحل حياة الامام العسكري(ع)
تنقسم حياة الإمام العسكري (عليه السلام) الى مرحلتين متميزتين :
المرحلة الأُولى: هي الأيام التي قضاها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في ظلال إمامة أبيه الإمام الهادي (عليه السلام) والتي تقرب من (22 سنة) حيث تنتهي باستشهاد أبيه سنة (254ه) ولا نملك صورة تفصيلية عن هذين العقدين من الزمن فيما يخص حياة الإمام الحسن العسكري سوى بضعة حوادث تتلخص في صور من خشيته للّه‏ منذ صباه وعلاقته الحميمة بأخويه محمّد والحسين ثم رزءه بأخيه محمّد، ثم زواجه ونصّ الإمام الهادي على إمامته، ثم تجهيزه لأبيه حين وفاته صلوات اللّه‏ عليه .
ولا بد لنا أن نلمّ بأحداث عصر الإمام الهادي (عليه السلام) ومواقفه منها كي نستطيع أن نخرج بصورة واضحة عن الظروف التي أحاطت بالإمام العسكري (عليه السلام) في المرحلة الثانية من حياته كي يتسنى لنا تقويمها ودراسة نشاطاته (عليه السلام) في عصر إمامته الذي لا نجد عصراً أقصر منه ولا أشد حراجة بالنسبة للإمام نفسه ولشيعته ولأهدافه .
المرحلة الثانية : هي أيام إمامته حتى استشهاده والتي تبدأ من سنة (254ه) وحتى سنة استشهاده (260ه) وهي مرحلة حافلة بأحداث مهمة على الرغم من قصرها .
وقد عاصر فيها كُلاًّ من المعتزّ (255 ه) والمهتدي (256ه) والمعتمد (279 ه)
وتبرز مدى أهميتها حينما نتصوّر أهمية مرحلة الغيبة التي كان لا بد للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أن يقوم بالتمهيدات اللازمة فيها لنقل شيعة أهل البيت (عليهم السلام) من مرحلة الحضور الى مرحلة الغيبة التي يُراد من خلالها حفظ الإمام المعصوم وحفظ شيعته وحفظ خطّهم الرسالي من الضياع والإنهيار والاضمحلال، حتّى تتهيّأ الظروف الملائمة لثورة أهل البيت الربّانية على كل صروح الظلم والطغيان وتحقيق جميع أغراض الرسالة الإلهية الخالدة على وجه الأرض من خلال دولة العدالة العالمية لأهل البيت (عليهم السلام(
[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]
انطباعات عن شخصية الامام العسكري(ع)
احتلّ أهل البيت (عليهم السلام) المنزلة الرفيعة في قلوب المسلمين لما تحلّوا به من درجات عالية من العلم والفضل والتقوى والعبادة فضلاً عن النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول (صلى اللّه‏ عليه وآله) في الحث على التمسّك بهم والأخذ عنهم .
والقرآن الكريم ـ كما نعلم ـ قد جعل مودّة أهل البيت وموالاتهم أجراً للرسول (صلي اللّه‏ عليه وآله) على رسالته كما قال تعالى: ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) .
غير أنّ الحكّام والخلفاء الذين تحكّموا في رقاب الأُمّة بالسيف والقهر حاولوا طمس معالمهم وإبعاد الأُمّة عنهم بمختلف الوسائل والطرق ثم توّجوا أعمالهم بقتلهم بالسيف أو بدس السمّ .
ومع كل ما فعله الحكّام المنحرفون عن خطّ الرسول (صلى اللّه‏ عليه وآله) بأهل البيت (عليهم السلام)، لم يمنعهم ذلك السلوك العدائي من النصح والإرشاد للحكّام وحل الكثير من المعضلات التي واجهتها الدولة الإسلامية على إمتداد تأريخها بعد وفاة الرسول (صلى اللّه‏ عليه وآله) وحتى عصر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
وقد حُجبت عنّا الكثير من مواقفهم وسِيَرهم إما خشية من السلطان أو لأنّ من كتب تأريخنا الإسلامي إنّما كتبه بذهنية اُموية ومداد عبّاسي لأنه قد عاش على فتات موائد الحكام المستبدّين .
ونورد هنا جملة من أقوال وشهادات معاصري الإمام (عليه السلام) وانطباعاتهم عن شخصيّته النموذجيّة التي فاقت شخصيته جميع من عاصره من رجال وعلماء الأُمّة الإسلامية .

دلوووول 01-09-2014 10:36 AM

رد: ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام
 
مظاهر من شخصية الامام العسكري (ع(
لقد مثّل الإمام أبو محمّد الحسن العسكري (عليه السلام) الرسول الأعظم محمّداً (صلى اللّه‏ عليه وآله) في مكارم أخلاقه إذ كان على جانب عظيم من سموّ الأخلاق ومعالي الصفات، يقابل بها الصديق والعدو، وكانت هذه الظاهرة من أبرز مكوناته النفسية، ورثها عن آبائه وجده رسول اللّه‏ (صلى اللّه‏ عليه وآله) الذي وسع الناس جميعاً بمكارم أخلاقه، وقد أثّرت مكارم أخلاقه على أعدائه والحاقدين عليه، فانقلبوا من بغضه الى حبّه والإخلاص له ونذكر بعض فضائله من خلال البحث .
سماحته وكرمه
نقل المؤرخون نماذج من السيرة الكريمة للإمام العسكري (عليه السلام) نذكر بعضاً منها :
1 ـ روي الشيخ الكليني والشيخ المفيد عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن موسى بن جعفر (عليه السلام): قال : ضاق بنا الأمر فقال لي أبي : امضِ بنا حتى نصير الى هذا الرجل ـ يعني أبا محمّد ـ فإنه قد وصف عنه سماحة .
فقلت : تعرفه ؟
قال : ما أعرفه ، ولا رأيته قط .
قال : فقصدناه .
فقال لي أبي وهو في طريقه : ما أحوجنا الى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم مائتي درهم للكسوة ومائتي درهم للدقيق، ومائة درهم للنفقة .
وقلت في نفسي ليته أمر لي بثلاثمائة درهم، مائة اشتري بها حماراً ومائة للنفقة ومائة للكسوة ، فأخرج الى الجبل .
قال ـ أي محمّد بن عليّ ـ فلما وافينا الباب خرج غلامه، فقال : يدخل عليّ بن إبراهيم ومحمّد ابنه ، فلما دخلنا عليه وسلمنا ، قال لأبي: ياعليّ ما خلفك عنا الى هذا الوقت، قال : ياسيدي : استحييت أن ألقاك على هذه الحال ، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة، وقال: هذه خمسمائة درهم، مائتان لِلكسوة، ومائتان للدقيق، ومائة للنفقة وأعطاني صرة وقال: هذه ثلاثمائة درهم فاجعل مائة في ثمن حمار، ومائة للكسوة، ومائة للنفقة، ولا تخرج الى الجبل، وصر الى سوراء.
قال: فصار الى سوراء وتزوج بإمرأة منها فدخله اليوم ألفا دينار ومع هذا يقول بالوقف.
2 ـ وروي إسحاق بن محمّد النخعي قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: شكوت الى أبي محمّد (عليه السلام) ضيق الحبس وكلب القيد، فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك، فاُخرجت وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال، وكنت مضيقاً فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته فاستحييت، فلما صرت إلي منزلي وجّه إليّ بمائة دينار، وكتب إليّ: «اذا كانت لك حاجة ، فلا تستحِ ولا تحتشم واطلبها تأتك على ما تحب إن شاء اللّه‏».
زهده وعبادته
عُرف الإمام العسكري (عليه السلام) في عصره بكثرة عبادته وتبتّله وانقطاعه الى اللّه‏ سبحانه واشتهر ذلك بين الخاصة والعامة ، حتى أنّه حينما حبس الإمام (عليه السلام) في سجن عليّ بن نارمش ـ وهو من أشد الناس نصباً لآل أبي طالب ـ ما كان من عليّ هذا إلاّ أن وضع خديه له وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظاماً فخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسن الناس قولاً فيه.
ولما حبسه المعتمد كان يسأل السجّان ـ عليّ بن جرين ـ عن أحوال الإمام (عليه السلام) وأخباره في كل وقت فيخبره عليّ بن جرين أنّ الإمام (عليه السلام) يصوم النهار ويصلي الليل.
عن عليّ بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن (موسي بن جعفر بن محمّد) "عليهما السلام" عن عليّ بن عبدالغفّار قال: دخل العبّاسيّون على صالح بن وصيف ودخل صالح بن عليّ وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية علي صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمّد عليهما السلام .
فقال لهم صالح: وما أصنع قد وكّلت به رجلين من أشرّ من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام الى أمر عظيم، فقلت لهما: ما فيه؟ فقالا: ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم اللّيل كلّه، لا يتكلّم ولا يتشاغل وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا ويداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلمّا سمعوا ذلك انصرفوا خائبين.
وكان يتسوّر عليه الدار جلاوزة السلطان في جوف الليل فيجدونه في وسط بيته يناجي ربّه سبحانه .
إنّ سلامة الصلة باللّه‏ سبحانه وما ظهر على يدي الإمام من معاجز وكرامات تشير الى المنزلة العالية والشأن العظيم للإمام (عليه السلام) عند اللّه‏ الذي اصطفاه لعهده والذي تجلّى في إمامته (عليه السلام).
علمه ودلائل امامته
وإليك شذرات من علوم الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ودلائل إمامته:
1 ـ عن أبي حمزة نصر الخادم قال: سمعت أبا محمّد (عليه السلام) غير مرة يكلّم غلمانه بلغاتهم ، وفيهم ترك ، وروم وصقالبة ، فتعجّبت من ذلك وقلت : هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن ـ أي الإمام الهادي (عليه السلام) ـ ولا رآه أحد فكيف هذا ؟ ! اُحدّث نفسي بذلك فأقبل عليَّ فقال: «إنّ اللّه‏ جلّ ذكره أبان حجّته من ساير خلقه وأعطاه معرفة كل شيء، فهو يعرف اللغات والأسباب والحوادث، ولولا ذلك لم يكن بين الحجّة والمحجوج فرق».
2 ـ وقال الحسن بن ظريف : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب بهما الى أبي محمّد (عليه السلام) ، فكتبت أسأله عن القائم اذا قام بم يقضي ؟ وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحُمّى الربع، فأغفلت ذكر الحُمّى، فجاء الجواب :
سألتَ عن القائم، وإذا قام قضي بين الناس بعلمه كقضاء داود (عليه السلام) ولا يسأل البينة، وكنت أردت أن تسأل عن حمّى الرُّبع، فأنسيت فاكتب في ورقة وعلّقه على المحموم: (يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ). فكتبت ذلك وعلّقته على المحموم فأفاق وبري‏ء .
3 ـ وروي الشيخ المفيد عن أبي القاسم جعفر بن محمّد عن محمّد بن يعقوب عن إسماعيل بن إبراهيم بن (موسي بن جعفر)عليهما السلام ، قال : كتب أبو محمّد الحسن (عليه السلام) الى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو من عشرين يوماً، إلزم بيتك حتى يحدث الحادث، فلما قُتل بريحة كتب إليه قد حدث الحادث، فما تأمرني ؟ فكتب إليه: ليس هذا الحادث ، الحادث الآخر . فكان من المعتز ما كان.
أي أنّ الإمام (عليه السلام) ، أشار الى موت المعتز، فطلب من مواليه أن يلتزموا بالبقاء في بيوتهم حتى ذلك الوقت لظروف خاصة كانت تحيط بالإمام (عليه السلام) وبهم من الشدة وطلب السلطان وجلاوزته لهم .
ومن الطبيعي أنّ موت الخليفة يعقبه غالباً اضطراب في الوضع يمكّن معارضيه من التحرك والتنقل بسهولة .
الاعداد لعصر الغيبة
مارس الإمام العسكري تبعاً للإمام الهادي (عليهما السلام) نوعين من الإعداد للاعداد لعصر الغيبة ولكن بجهد مضاعف وفي وقت قصير جدّاً.
الأوّل: الإعداد الفكري والذهني.
الثاني: الإعداد النفسي والروحي.
أما الإعداد الفكري فقد قام الإمام تبعاً لآبائه (عليهم السلام) باستعراض فكرة الغيبة على مدى التاريخ وطبّقها على ولده الإمام المهدي (عليه السلام) وطالبهم بالثبات على الإيمان باعتباره يتضمن عنصر الإيمان بالغيب وشجّع شيعته على الثبات والصبر وانتظار الفرج وبيّن لهم طبيعة هذه المرحلة ومستلزماتها وما سوف يتحقق فيها من امتحانات عسيرة يتمخّض عنها تبلور الإيمان والصبر والتقوى التي هي قوام الإنسان المؤمن برّبه وبدينه وبإمامه الذي يريد أن يحمل معه السلاح ليجاهد بين يديه.
فقد حدّث أبو عليّ بن همّام قائلاً: سمعت محمّد بن عثمان العمري قدس اللّه‏ روحه يقول: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام): «إنّ الأرض لا تخلو من حجة للّه‏ على خلقه الى يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فقال (عليه السلام): إنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حق، فقيل له: ياابن رسول اللّه‏ فمن الحجّة والإمام بعدك؟ فقال: ابني محمّد هو الإمام والحجّة بعدي. من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقّاتون، ثم يخرج فكأني أنظر الى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة».
وحدّث موسى بن جعفر بن وهب البغدادي فقال: سمعت أبا محمّد الحسن (عليه السلام) يقول: «كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي، أما أنّ المقرّ بالأئمة بعد رسول اللّه‏ (صلى اللّه‏ عليه وآله) المنكر لولدي كمن أقرّ بجميع أنبياء اللّه‏ ورسله ثم أنكر نبوّة رسول اللّه‏ (صلى اللّه‏ عليه وآله)، والمنكر لرسول اللّه‏ (صلى اللّه‏ عليه وآله) كمن أنكر جميع الأنبياء، لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أوّلنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا، أما أنّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلاّ من عصمه اللّه‏ عزّ وجلّ».
وحدّث الحسن بن محمّد بن صالح البزّاز قائلاً: سمعت الحسن بن عليّ العسكري (عليهما السلام) يقول: «إنّ ابني هو القائم من بعدي وهو الذي يُجرى فيه سنن الأنبياء بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد فلا يثبت على القول به إلاّ من كتب اللّه‏ عزّوجلّ في قلبه الإيمان وأيّده بروحٍ‏منه».
وأما الإعداد النفسي والروحي فقد مارسه الإمام (عليه السلام) منذ زمن أبيه الهادي (عليه السلام) فقد مارس الإمام الهادي (عليه السلام) سياسة الاحتجاب وتقليل الإرتباط بشيعته إعداداً للوضع المستقبلي الذي كانوا يستشرفونه وكان يُهيئهم له، كما انّه قد مارس عملية حجب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عن شيعته فلم يعرفه كثير من الناس وحتى شيعته إلاّ بعد وفاة أخيه محمّد حيث أخذ يهتمّ بإتمام الحجّة على شيعته بالنسبة لإمامة الحسن من بعده واستمر الإمام الحسن (عليه السلام) في سياسة الاحتجاب وتقليل الإرتباط لضرورة تعويد الشيعة على عدم الإرتباط المباشر بالإمام ليألفوا الوضع الجديد.
استشهاد الامام الحسن العسكري(ع)
وبعد أن أدّى الإمام العسكري (عليه السلام) مسؤليته بشكل كامل تجاه دينه وأمّة جده (صلى اللّه‏ عليه وآله) وولده (عليه السلام) نعى نفسه قبل سنة ستين ومئتين، وأخذ يهدّئ روع والدته قائلاً لها: «لا بد من وقوع أمر اللّه‏ فلا تجزعي»...، ونزلت الكارثة كما قال حيث استشهد في الثامن من شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومئتين، والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن سُم واغتيل من قبل السلطة، حيث دسّ السم له المعتمد العبّاسي الذي كان قد أزعجه تعظيم الأمة للإمام العسكري وتقديمهم له على جميع الهاشميين من علويين وعبّاسيين فأجمع رأيه على الفتك به، ودفن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) إلى جانب أبيه الإمام الهادي (عليه السلام) في سامراء. ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمّد (الحجّة) وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين وقد آتاه اللّه‏ الحكمة وفصل الخطاب.
[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]

دلوووول 01-09-2014 10:41 AM

رد: ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام
 
[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]

antaumry 01-09-2014 10:49 AM

رد: ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام
 
[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]
[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]

دلوووول 01-12-2014 10:24 AM

رد: ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام
 
منورين
أجرنا وأجركم يارب
السلام على الإمام الحسن العسكري


الساعة الآن 12:29 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

This Site Uses The Product: 7elm V 2.6