منتديات تدلـل1

منتديات تدلـل1 (http://tdll1.net/vb/index.php)
-   العلم والمعرفه (http://tdll1.net/vb/forumdisplay.php?f=223)
-   -   السيد علي الحسيني السيستاني (http://tdll1.net/vb/showthread.php?t=13781)

سارية 12-22-2009 06:05 PM

السيد علي الحسيني السيستاني
 
سماحة آية الله العظمى زعيم الحوزة العلمية المرجع الأعلى

السيد علي الحسيني السيستاني




لقد أثمر منبر الاِمام الخوئي الراحل قدس سره خلال أكثر من نصف قرن ثماراً عظيمة جليلة هي الاَزكى والاَفضل عطاءاً على صعيد الفكر الاِسلامي وفي مختلف العلوم والقضايا والمواقف الاِسلامية المهمة ، حيث تخرّج من بين يديه مئات الفقهاء والمجتهدين والفضلاء العظام الذين أخذوا على عاتقهم مواصلة مسيرته الفكرية ودربه الحافل بالبذل والعطاء والتضحية لخدمة الاِسلام والعلم والمجتمع ، معظمهم اليوم أساتذة الحوزات العلمية وبالخصوص في النجف الاَشرف وقم المقدسة ومنهم في مستوى الكفاءة والجدارة العلمية والاِجتماعية التي تؤهلهم للقيام بمسؤولية التربية والتعليم ومسؤولية المرجعية والقيادة ورعاية الاَمة في يومنا الحاضر.‏
ومن أهم وأبرز أولئك العباقرة هو سيدنا الاَستاذ آية الله العظمى السيّد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) فهو من أبرز تلامذة الاِمام الخوئي الراحل قدس سره نبوغاً وعلماً وفضلاً وأهليةً.‏

ولد سماحته في ربيع الاَول من عام 1349‏ للهجرة في المشهد الرضوي الشريف في أسرة علمية دينية ملتزمة ، وقد درس العلوم الاِبتدائية والمقدمات والسطوح وأعقبه بدراسة العلوم العقلية والمعارف الاِلهية لدى جملة من أعلامها ومدرسيها حتى أتقنها. وحضر دروس بحث الخارج في مشهد المقدسة واستفاد من فكر العلاّمة المحقق الميرزا مهدي الاصفهاني قدس سره. ثم انتقل إلى الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة على عهد المرجع الكبير السيّد حسين البروجردي قدس سره في عام 1368‏هـ وحضر بحوث علماء‏ وفضلاء الحوزة آنذاك ، منهم السيّد البروجردي قدس سره في الفقه والاَصول وقد أخذ الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث كما حضر درس الفقيه العالم الفاضل السيّد الحجة الكوهكمري قدس سره وبقية الاَفاضل في حينه.‏
ثم غادر قم متجهاً إلى موئل العلم والفضل للحوزات العلمية في النجف الاَشرف عام 1371‏هـ وحضر دروس أساطين الفكر والعلم آنذاك من‏ أمثال الاِمام الحكيم والشيخ حسين الحلي والاِمام الخوئي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.‏ وقد لازم بحوث الاِمام الخوئي قدس سره فقهاً وأصولاً أكثر من عشر سنوات ، كما لازم بحث الشيخ الحلي قدس سره دورة أصولية كاملة.‏
اشتغل سيدنا الاَستاذ بالبحث والتدريس بإلقاء محاضراته ( البحث الخارج ) 1381‏هـ في الفقه على ضوء مكاسب الشيخ الاَعظم الاَنصاري قدس سره وأعقبه بشرح كتاب العروة الوثقى للسيد الفقيه الطباطبائي قدس سره فتم له من ذلك شرح كتاب الطهارة وأكثر فروع كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس.‏ كما ابتدأ بإلقاء محاضراته ( البحث الخارج ) في الاَصول في شعبان 1384‏هـ‏ وقد أكمل دورته الثالثة منها في شعبان 1411‏هـ ، وقد سجل محاضراته‏ الفقهية والاَصولية في تقريرات غير واحد من تلامذته.‏

سارية 12-22-2009 06:06 PM

مشاركة: السيد علي الحسيني السيستاني
 
السيد علي الحسيني السيستاني



لقد برز السيّد السيستاني ( دام ظله ) في بحوث أساتذته بتفوق بالغ على أقرانه وذلك في قوة الاِشكال وسرعة البديهية وكثرة التحقبق والتتبع في الفقه والرجال ومواصلة النشاط العلمي وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية الحوزوية.‏ وكانت بينه وبين الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر قدس سره منافسة شديدة في مجال التفوق والنبوغ العلمي ومما يشهد على ذلك شهادة خطية من الاِمام الخوئي رضوان الله تعالى عليه وشهادة أخرى من العلاّمة الشيخ حسين الحلي قدس سره وقد شهدا ببلوغه درجة الاِجتهاد في شهادتين مؤرختين في عام 1380‏هـ مغمورتين بالثناء الكبير‏ على فضله وعلمه ، على أنّ المعروف عن الاِمام الخوئي قدس سره عدم شهادته لاَحد من تلامذته بالاِجتهاد شهادة خطية إلاّ لسيدنا الاَستاذ وآية الله الشيخ علي فلسفي من مشاهير علماء مشهد المقدسة.‏ كما كتب له شيخ محدّثي عصره العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني قدس سره شهادة مؤرخة في عام 1380‏هـ أيضاً ، يطري فيها على مهارته في علمّي الرجال والحديث.‏ أي أن سيدنا الاَستاذ قد حاز على هذه المرتبة العظيمة بشهادة العظماء وهو في الحادية والثلاثين من عمره

إن مَن يعاشر السيّد السيستاني ( دام ظله ) ويتصل به يرى فيه شخصية فذة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حث عليها أهل البيت عليهم السلام والتي تجعل منه ومن أمثاله من العلماء المخلصين مظهراً جلياً لكلمة "عالم رباني" وقوله عليه السلام :‏ "مجاري الامور بيد العلماء أمناء الله مع حلاله وحرامه" .‏ من أجل وضع النقاط على الحروف أطرح بعض المعالم الفاضلة التي رأيتها بنفسي عند اتصالي به درساً ومعاشرة :‏
أ ـ الاِنصاف واحترام الرأي :‏ فإن السيّد السيستاني انطلاقاً من عشق العلم والمعرفة ورغبة في الوصول للحقيقة وتقديساً لحرية الرأي والكلمة البنّاءة تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث ومعرفة الآراء حتى آراء زملاءه وأقرانه أو آراء بعض المغمورين في خضم الحوزة العلمية ، فتراه بعض الاَحيان قد يشير في بحثه لرأي لطيف لاَحد الاَفاضل مع أنه ليس من أساتذته أو الشيخ محمّد رضا المظفر في كتابه أصول الفقه ، فطرح هذه الآراء ومناقشتها مع أنها لم تصدر من أساطين أساتذته يمثل لنا صورة حية من صور الاِنصاف واحترام آراء الآخرين .‏
ب ـ الاَدب في الحوار :‏ إن بحوث النجف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء أو الاَستاذ وتلميذه وذلك مما يصقل ثقافة الطالب وقوته العلمية ، وأحياناً قد يكون الحوار جدلاً فارغاً لا يوصل لهدف علمي بل مضمونه إبراز العضلات في الجدل وقوة المعارضة وذلك مما يستهلك وقت الطالب الطموح ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكرة ويتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف .‏ أما بحث السيّد السيستاني ( دام ظله )‏ فإنه بعيد كل البعد عن الجدل وأساليب الاِسكات والتوهين فهو في النقاش مع أساتذته وآراء الآخرين يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم حتى ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف والاِندفاع ، وفي إجابته لاستفهامات الطالب يتحدث بانفتاح وبروح الاِرشاد والتوجيه ، ولو صرف التلميذ الحوار الهادف إلى الجدل الفارغ عن المحتوى فإن السيّد السيستاني يحاول تكرار الجواب بصورة علمية ، ومع إصرار الطالب فإن السيّد الاَستاذ حينئذ يفضل السكوت على الكلام .‏
ج ـ خلق التربية :‏ التدريس ليس وظيفة رسمية أو روتينية يمارسها الاَستاذ في مقابل مقدار من المال ، فإن هذه النظرة تبعد المدرس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته والصعود بمستواه العلمي للتفوق والظهور، كما أن التدريس لا يقتصر على التربية العلمية من محاولة الترشيد التربوي لمسيرة الطالب بل التدريس رسالة خطيرة تحتاج مزاولتها لروح الحب والاِشفاق على الطالب ويحثَه نحو العلم وآداب العلم أيضاً وإذا كان يحصل في الحوزة أو غيرها أحياناً رجالاً لا يخلصون لمسؤولية التدريس والتعليم فإن في الحوزات أساتذة مخلصين يرون التدريس رسالة سماوية لابد من مزاولتها بروح المحبة والعناية التامة بمسيرة التلميذ العلمية والعملية وقد كان الاِمام الحكيم قدس سره مضرب المثل في خُلقه التربوي لتلامذته وطلابه ، وكما كانت علاقة الاِمام الخوئي قدس سره بتلامذته فلقد رأيت هذا الخُلق متجسداً في شخصية السيّد السيستاني ( دام ظله ) فهو يحث دائماً بعد الدرس على سؤاله ونقاشه فيقول :‏ اسألوا ولو على رقم الصحفة ، لبحث معين أو اسم كتاب معين حتى تعتادوا على حوار الاَستاذ والصلة العلمية به وكان يدفعنا لمقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة والوقوف عند نقاط الضعف والقوة وكان يؤكد دائماً على احترام العلماء والاِلتزام بالاَدب في نقاش أقوالهم ويتحدث عن أساتذته وروحياتهم العالية وأمثال ذلك من شواهد الخُلق الرفيع .‏
د ـ الورع :‏ إن بحوث النجف ظاهرة جلية في كثير من العلماء والاَعاظم وهي ظاهر البعد عن مواقع الضوضاء والفتن وربما يعتبر هذا البعد عند البعض موقفاً سلبياً لاَنه هروب من مواجهة الواقع وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدس ، ولكنه عند التأمل يظهر بأنه موقف إيجابي وضروري أحياناً للمصلحة العامة ومواجهة الواقع وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج لظروف موضوعية وأرضية صالحة تتفاعل مع هذا الموقف ، فلو وقعت في الساحة الاِسلامية أو المجتمع الحوزوي إثارات وملابسات بحيث تؤدي لطمس بعض المفاهيم الاَساسية في الشريعة الاِسلامية وجب على العلماء بالدرجة الاَولى التصدي لاِزالة الشبهات وإبراز الحقائق الناصعة ، فاذا ظهرت البدع وجب على العالم أن يُظهر علمه فإن لم يفعل سُلب منه نور الاِيمان ، كما جاء في الحديث ، ولكن لو كان مسار الفتنة مساراً شخصياً وجواً مفعماً بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معين أو خط معين أو كانت الاَجواء تعيش حرباً دعائية مؤججة بنارالحقد والحسد المتبادل فإن علماء الحوزة منهم السيّد السيستاني ( دام ظله ) يلتزمون دوماً الصمت والوقار والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة كماحدث بعد وفاة السيّد البروجردي قدس سره ووفاة السيّد الحكيم قدس سره وما يحدث غالباً من التنافس على الاَلقاب والمناصب والاِختلافات الجزئية كما هوالحال في يومنا الحاضر مضافاً لزهده المتمثل في لباسه المتواضع ومسكنه الصغير الذي لا يملكه وأثاثه البسيط .‏
هـ ـ الاِنتاج الفكري :‏ السيّد السيستاني ليس فقيهاً فقط بل هو رجل مثقف مطلع على الثقافات المعاصرة ومتفتح على الاَفكار الحضارية المختلفة ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاِقتصادي والسياسي وعنده نظرات إدراية جيدة وأفكار اجتماعية مواكبة للتطور الملحوظ واستيعاب للاَوضاع المعاصرة بحيث تكون الفتوى في نظره طريقاً صالحاً للخير في المجتمع المسلم .

مرجعيته:

‏نقل بعض أساتذة النجف الاَشرف أنه بعد وفاة آية الله السيّد نصر الله المستنبط اقترح مجموعة من الفضلاء على الاِمام الخوئي قدس سره إعداد الاَرضية لشخص يشار إليه بالبنان مؤهل للمحافظة على المرجعية والحوزة العلمية في النجف الاَشرف ، فكان اختيار السيّد السيستاني ( دام ظله ) لفضله العلمي وصفاء سلوكه وخطه وابتدأ بالصلاة في محراب الاِمام الخوئي قدس سره والبحث في مدرسته وكتابة التعليقة على رسالة الاِمام الخوئي قدس سره ومنسكه ، وبعد وفاة الاِمام الخوئي قدس سره كان من الستة المشيعين لجنازته ليلاً وهو الذي صلى على جثمانه الطاهر ، وقد تصدى بعدها للتقليد وشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية بإرسال الاِجازات وتوزيع الحقوق والتدريس على منبر الاِمام الخوئي قدس سره في مسجد الخضراء ، وبدأ ينتشر تقليده وبشكل سريع في العراق والخليج ومناطق أخرى كالهند وأفريقيا وغيرها وخصوصاً بين الاَفاضل في الحوزات العلمية وبين الطبقات المثقفة والشابة لما يُعرف عنه من أفكار حضارية متطورة ، وهو دام ظله من القلة المعدودين من أعاظم الفقهاء الذين تدور حولهم الاَعلمية بشهادة غيرواحد من أهل الخبرة وأساتيذ الحوزات العلمية في النجف الاَشرف وقم المقدسة ، فأدام الله ظله الوارف على رؤوس الاَنام وجعله لنا ذخراً وملاذا

.‏


antaumry 12-22-2009 06:17 PM

مشاركة: السيد علي الحسيني السيستاني
 
اللهم صل على محمد وآل محمد

وفقك الله ورعاك على هذه النبذه عن السيد حفظه الله تعالى


الله يحفظكم ويرعاكم

جزيتي خيرااا

سارية 12-23-2009 05:48 PM

مشاركة: السيد علي الحسيني السيستاني
 
الف شكر لتواجدك انت عمري لا خلى ولا عدم


الساعة الآن 07:58 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

This Site Uses The Product: 7elm V 2.6