من العدلِ أنْ ينصف الكاتب قلمه إذا نثر �*برهُ بين السطور، أنْ يفطن القارئ الكريم بمغزى
ما أراد من خلال عنوان مقالته ، وأُشهد الله أني لم أكنْ لأعدل هاهنا فيما قصدتُ إلا ا�*تراماً وإجلالاً لشخصكم الموقّرْ أن ينسابَ قلمي خجلاً ليكون عنوان مقالي هو :
( ذكرٌ تقودهُ امرأه ) .
ولستُ بصددِ ال�*ديث عن هذهِ المرأة التي استضعفتْ بعلها �*تى أردتهُ في وادٍ س�*يق ، بعد أنْ كان على شفا جرفٍ هارٍ ، فارتجينا نجاتهُ ولا �*يلة بعد إذْ .
غيرَ أنّ القيادة في هذه ال�*الةِ أتتْ لمثلها على طبقٍ من ذهبْ �*ين رأتْ من ذلك الساذج قد أسرجَ بيدها اللجامْ ، وأوكلها في جميعِ الأمورِ الزمامْ ، متى أرادتِ الإقدامَ والإ�*جامْ ،
فاللهمَّ سلّمْ سلّمْ .
كيف لا ، وقد استقرّ بداخلهِ أنّ قطعَ العهدِ لرضاها وصالْ ، ونقضُ المواثيقِ تبعاً لهواها من كريمِ الخصالْ ، فكان رضاها �*ينئذْ غايةٌ تُدركْ وإنْ أصب�*َ على الناس كاذبْ
وهواها مطلبٌ يُسلكْ ولو أمسى للخلقِ غاضبْ .
فكانَ لها ما لمْ يكنْ لغيرها إنْ رغبتْ منه’ شيئاً ليجده’ أنْ يقلبَ الب�*رَ ط�*ينْ ، وبرجليه يدوسهُ وباليدينِ أيضاً يستعينْ ، �*تى يصب�*َ كالعجينْ ، مغبّة الوقوعِ في بركانها إنْ ثارَ دون أنْ ينطقْ ببنتِ شفهْ ، ولكمْ أنْ تتخيّلوا أيها النبلاء �*الهُ إنْ أمرتهُ يوماً ما
كيفَ هو يكونْ ؟ !!!
ليضعَ نفسهُ بعد أنْ رفعهُ الله عنها درجهْ ، ويذلّ رو�*هُ �*تى ارتمى في ال�*ضيضِ عند النّاسِ قدرهْ ، �*تى انسلخَ من رجولتهِ كما تُسلخ الشاة’ من جلدها .
بيدَ أنّي رأيتُ ألاّ أُسهبَ في المقالِ بذكرِ مواقف مض�*كةٍ مبكيةٍ لمثلِ هؤلاء الشّرذمة من البشرِ �*ين لا أشكُّ برهةً أنّ الصمتَ عنها أبلغُ منَ التّعبير ، إلاّ للعظةِ و للفكاهةِ إنْ شئتمْ ولا مجالَ لها هنا .
سوى أنّي ارتجيتُ ممّا أملاهُ عليّ خاطريْ أنْ يطرقَ عقلَ عبداللهِ هذا وقلبهُ ليستفيقَ منْ سباتهِ العميقْ ، ويعودَ لرشدهِ بعدَ أنْ سقطَ في واديهِ الس�*يقْ ، ليعلمَ ويستيقنَ أنّ تلك الّتيْ تدّعيْ أنّها في التعاملِ لطيفهْ ، وعنْ دروبِ اللؤمِ شريفهْ ، إنّما هي �*يّةٌ رقطاء ، ت�*سيهِ سمّاً زُعافاً ، وتطعمهُ منْ زقّومها ، بغيةَ التعاليْ والسلطة ، ولو كانَ على �*سابِ رجولتهِ
وتاللهِ لنْ أبالغَ إنْ قلتَ ولوعلى �*سابِ دينهِ . نسألَ اللهَ السلامة .
بقلم / ( أبو بشرى )