الكرفس

الكرفس


أكرم جميل قنبس

با�*ث وخبير في الطب النبوي وعلوم الأعشاب

با�*ث في المعهد العربي لطب الأعشاب



وصف النبات والمواد الفعّالة:

يُعد الكرفس نباتاً من فصيلة الخيميات، يبلغ ارتفاعه ن�*و نصف متر إلى المتر، الأوراق مُسننة ومجن�*ة، أما الأزهار فهي صغيرة مُشرّبة بالخضرة، والجذر كروي ب�*جم قبضة اليد، لا تظهر الأوراق إلا في السنة الثانية من عمر النبتة.

والكرفس البري يكثر نموه في المستنقعات، كما في الأراضي الرطبة، وبخاصة قرب المنازل، في السوا�*ل، وفي الجبال. وموطن الكرفس أوروبا وشمال افريقيا وأمريكا الشمالية.

أما الكرفس البستاني فتستنبت بذوره في أ�*واض مُسمدة ومغطاة بالزجاج أو النايلون، �*يث يتم ذلك خلال شهر مارس/آذار، وفي أبريل/نيسان أي في فصل الربيع، وتشتل الشتلة في بداية الربيع على بعد 35 سنتيمتراً بين كل شتلة وأخرى، وفي خطوط يبعد كل خط عن الآخر مسافة 40 سنتيمتراً لإعطاء مجال للجذر كي ينمو ويتضخم، ويشتري المزارع منها ما ي�*تاج إليه.

وفي الصيف يمكن استعمال الأوراق، على ألا تقطع كلها مرة وا�*دة، بل تؤخذ ورقة من كل شتلة �*تى يبقى لها العدد الكافي من الأوراق اللازمة لنموها. وفي الخريف ترفع الجذور من الأرض، وتخزن في القبو مطمورة في الرمل، فتظل طازجة إلى �*ين الاستعمال، أما الأوراق فتجفف، وت�*فظ للاستعمال.

العناصر الفعّالة في نبات الكرفس:

ي�*توي الكرفس على زيت طيار مع مادة التربنين، وعلى مواد هلامية ونشوية، وعناصر آزوتية، وعلى سكر وأملا�* معدنية وفيتامينات (ب، ج، ي) ومواد مدرّة للبول.

الكرفس في الطب العربي القديم:

مما قاله أطباء العرب الأوائل: الكرفس منه البستاني، ومنه الآجامي والجبلي والصخري، فأما البستاني فمعروف، ويبلغ من إسخانه أنه يدر البول والطمث، وي�*لل الريا�* والنفخ، خاصة بذوره، والبستاني أنفع للمعدة من سائر أنواعه. وإذا تضمد به مع الخبز أو السويق سكّن أورام العين ال�*ارة والتهاب المعدة، ويسكن أورام الثدي ال�*ارة، وإذا شُرب طبيخه مع أصوله نفع من الأدوية القتالة، وهو يفتق شهوة الباءة من الرجال والنساء، ولذلك تمنع المرضعة منه، لأنه يهيج الباءة، ويساعد على فت�* سدد الكبد والط�*ال، ويذيب ال�*صاة، وشرب عصيره وورقه ينفع من ال�*ُمى النافض، وإذا أكثرت منه ال�*امل تولد في بطن الجنين بعد خروجه من الر�*م بثور رديئة، وإذا أكثرت منه المرضع أورث الرضيع صرعاً، وإذا خُلط عصيره بدهن ورد وخلّ، وتدلك به في ال�*مام سبعة أيام متوالية نفع من ال�*كة والجرب، وهو يزيل المغص، ويوافق من به عرق النسّا، وينفع من الربو ومن ضيق النفس.

وقال الأنطاكي في “التذكرة”: يزيل اليرقان وعسر البول والفواق وبرد الأ�*شاء خصوصاً الكبد ووجع الجنبين والوركين والخصية، ويجلو الآثار كالثآليل والبرص خصوصاً بالنشادر والعسل.

الكرفس في طب الأعشاب ال�*ديث:

يستخدم في طب الأعشاب ال�*ديث لإنقاص الوزن، وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهبوط القلب، وعلاج الأرق والتوتر، ويساعد على خفض مستوى السكر، وقد أثبتت الدراسات ال�*ديثة ص�*ة استخدام بذور الكرفس في الطب القديم كعلاج لنزول ال�*يض المتأخر.

الفوائد والاستخدامات:

تستخدم البذور لمعالجة النقرس، وتساعد الكليتين على طرد اليورات، وغيرها من الفضلات غير المرغوب فيها، كما تعمل على خفض ال�*موضة في الجسم ككل، كما تفيد البذور في �*الات التهاب المفاصل وإزالة سموم الجسم، وت�*سين دوران الدم في العضلات والمفاصل، وان البذور مدرّة للبول، وفعالة كمطهر قوي، وفي علاج التهاب المثانة وتطهيرها من النبيبات البولية، كما تفيد البذور لمشكلات الصدر مثل الربو والتهاب القصبة، ويمكن ان تساعد على خفض ضغط الدم بمزجها مع أعشاب أخرى.

يستخدم الكرفس في علاج �*صى المثانة التي تسبب تهيجاً، وتعيق تدفق البول، وهو علاج مفيد أيضاً لالتهاب المثانة والعداوى البولية المعاودة، يمزج مع الخطمي المخزني.

يؤكل الكرفس غضاً (رأسين يومياً) ولمدة بضعة أشهر، لمعالجة الروماتيزم والنقرس والانقباض النفسي، والضعف العصبي والجنسي.

لمعالجة شُ�* البول، أو عسره، أو تقطيره، وللبول الزلالي، وللرمل وال�*صى، سواء أكان في المرارة أم في الكلى أم في المثانة، ولسوء الهضم والغازات وتطبل المعدة، ولتغير لون الس�*نة واصطباغها باغبرار أو زرقة: بغلي مقدار ثلاثين جراماً من جذور الكرفس المجففة والمقطعة لمدة عشر دقائق في لتر من الماء، ثم تست�*لب عشر دقائق أخرى ثم يصفى ويشرب بمقدار كوب بعد كل طعام.

يمزج مست�*لب الجذور مع ال�*ليب لعلاج النزلة الصدرية والتهاب الشعب التنفسية، والب�*ّة وانقطاع الصوت، والربو، والسعال الرطب، وجميع أمراض الجهاز التنفسي.

يشرب مقدار فنجان من عصير أوراق وأغصان الكرفس الطازج كل صبا�* لمعالجة الضعف والوهن، وعدم القابلية للطعام، وتخفيف التوتر العصبي.

يشرب مقدار ثلاثة فناجين من عصير أوراق وأغصان الكرفس الطازج كل يوم لتنقية الجسم من الفضلات المسممة للأعضاء، وللروماتيزم، وللنقرس، والبدانة، والسعال الرطب، والتهاب الشعب التنفسية.

لإنقاص الوزن: نظراً لخاصية الكرفس في إدرار البول، يستخدم زيته لإنقاص الماء من الجسم مما يقلل الوزن، وهذا يؤكد ص�*ة الاستخدام القديم للكرفس في علاج �*الات السمنة، ولكن مع تقليل تناول الدهون والسكريات، وممارسة النشاط الرياضي، إذ إن انقاص الوزن القائم على تصريف المياه من الجسم كثيراً ما يفشل، ويرتد البدين إلى وزنه الأصلي لسهولة تعويض هذه الكميات المفقودة من الماء.

لتقوية الجهاز الهضمي وتنشيطه، وللتخلص من متاعب الغازات والنفخة وتطبّل المعدة: تست�*لب ملعقة صغيرة من البذور في كوب من الماء المغلي لمدة عشر دقائق ثم تصفى وتشرب عند ال�*اجة.

لعلاج ارتفاع ضغط الدم:

من المعروف ان الأطباء يصفون أ�*ياناً مدرّات البول كعلاج لارتفاع ضغط الدم، ونظراً لتميز الكرفس بمفعول مدرٍ للبول فإنه يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع. وفي ا�*دى التجارب التي أجريت على ال�*يوانات، تم �*قنها بزيت الكرفس، وأدى ذلك إلى �*دوث انخفاض مل�*وظ بضغط الدم (أو مست�*لب البذور شرباً).

لهبوط القلب: المقصود بهذه ال�*الة وجود ضعف في قيام القلب بعمله، أي بضخ الدم إلى شرايين الجسم، ومن علاماتها وجود تورم بالقدمين، وربما استسقاء بالبطن، أي تراكم للسوائل بالجسم، ولذلك يمكن استخدام الكرفس كمدر للبول في هذه ال�*الة بمست�*لب البذور شرباً، وت�*ت إشراف طبي.

لمرضى السكر: أثبتت بعض الدراسات أن بذور الكرفس تساعد على خفض مستوى السكر (الجلوكوز) بالدم، وبذلك فإنها تعتبر مفيدة لمرضى السكر.

تستخدم كمّادات الأوراق الخضراء للكرفس لمعالجة ا�*تقان الثديين.

لالتهاب ال�*لق والبلعوم وتطهير الفم وتقوية اللثة، وشفاء ما فيها من بثور: يتم التغرغر بعصير الكرفس الطازج الممزوج مع الماء.

يضاف مس�*وق أوراق الكرفس المجففة إلى ال�*ساء (الشوربة) لإكسابها نكهة طيبة.

قال ابن البيطار: إذ دُق بزر الكرفس مع مثله من السكر ولُتّ بسمن بقري، وشرب ثلاثة أيام، فإنه يزيد في الجماع أمراً أكيداً، وليكن الطعام عليه ل�*وم الديوم وأخصيتها.

لالتهاب المفاصل: تمزج ملعقة صغيرة من الأوراق المجففة المط�*ونة مع الطعام يومياً.

لا يؤخذ الكرفس أثناء ال�*مل، أو عند الإصابة باضطراب في الكلى، أو فترة الرضاعة.

لعلاج النقرس والتهاب المفاصل وخشونتها:

قال الدكتور فوزي طه قطب �*سين الاستاذ في مادة كيمياء النبات أثناء دراسة له: يؤخذ الكرفس (بذوراً) والكركم (بذوراً) والخولبخان (جذوراً) بأقدار متساوية، وتؤخذ بمعدل ملعقة صغيرة في كل مرة، ثلاث مرات في اليوم سفوفاً، أو مع العسل، قبل أو بعد الطعام.