![]() |
|
|
|
#1
|
|||||||||||||||
|
|||||||||||||||
|
*رف الواو ..
ما رأيكم بهذا ال*رف الواو .. ألا يضايقكم مثلي ..؟؟ لا أدري .. لكني من بين *روف الأبجدية كلها لا أجد مثله عدائية و قسوة .. ربما هو نوع من الت*دّي الذي يخلقه انطباع الشفتين *ين تنضمان معا" و تتجمّع تجاعيدهما في منتصف الوجه كأنهما منقار نسر عجوز .. المهم .. هذا ال*رف يضايقني جدا" . أعود إلى ذاكرتي فأكتشف أن بداياتي المبكرة مع هذا ال*رف كانت مليئة بتجارب غير سارة على الإطلاق , فقد اختاره أهلي من بين كل الألفاظ و الأصوات التي تزخر بها لغتنا العربية ليعلّموني أنني عندما أتألم أو يضربني أخي الكبير أو أتسوّل بضع قبلات *انية عليّ أن أقول ( واوا ), و هكذا فقد ارتبط هذا ال*رف فورا" بالألم و وجع البطن في ليالي الشتاء الباردة . ثم كانت التجربة الثانية التي كانت بطلتها جدتي التي أصرّت أن تخيفنا دوما" بالواوي .. فالواوي هو من يسرق الدجاجات الغافلة و الأطفال المشاغبين ليجعلهم مائدة *افلة لعشائه .. و الواوي هو من يخرج من ال*ائط فجأة أثناء الليل ليقضم قطعة من قدم الطفل الذي لا يغطّي نفسه جيدا" أثناء النوم .. و هو من يتعاون مع الجن ليضفي بعوائه البري جوا" أسطوريا" على ال*كايات القديمة فيوغل و*يدا" في البراري البارده ليظهر على *ين غرّة بين ألسنة النار التي كنّا نتأملها قبل أن تغفو جدّتي و نغفو معها . أمّا ثالثة الأثافي و الشعرة التي قصمت ظهر البعير و أدّت في النهاية إلى قطع كل علاقات المودة و ( *سن الجوار ) و المهادنة مع هذا ال*رف فقد كانت في المدرسة الابتدائية *ين بدأت أتعلّم الكتابة و رسم ال*روف , و كان هذا ال*رف المشاكس أ*د أسوأ تجاربي في هذا الصدد . ما أن أكمل الدائرة الصغيرة التي تعتليه و أبدأ في رسم ذلك الان*دار الذي يهبط من*نيا" ان*ناءة منتظمة متناسقة *تى يزعق معلم : - *سن.. ما هذا ..؟؟ - لماذا تصرخ..؟؟ هذا *رف الواو بجلالة قدره .. - و أين الدائرة ..؟؟ - هذه هي .. ألا ترها ..؟؟ - لكنها صغيرة جدا" لا تبين .. كبّرها . أعود إلى مقعدي مغتاظا" من هذه المعلّم العمي التي لا يفرّق بين الواو و الراء , أرسم دائرة عملاقة و أسرع إليه.. - هذا هو الواو .. آنسيته - أين هو ..؟؟ أ*وقل و أستعيذ بالله من العمى و ضعف البصر .. - هذا .. و أشير بإصبعي .. -*سن ذا *رف الهاء .. الدائرة كبيرة جدا" .. ثم أنها تكاد تكون مثلثا" . و بما أني لا أستطيع أن أشتم المعلم– فالعصا ستعلّمني أن هذا الأمر معيب – فقد بدأت بشتم سنسفيل أجداد *رف الواو , ثم أصدرت *كمي النهائي في هذه القضية الشائكة : - هذا هو *رف الواو الذي أريده .. أعجبك أم لم يعجبك .. ضربني بالدفتر على وجهي و أغرقت بالض*ك . و كما ترون فإن هذه البدايات غير المشجعة كان لها أثر كبير في ت*ديد طبيعة علاقتي بالواو .. و هي ما ستكون م*ور *ديثنا القادم .. يتبع .. ![]()
|
|
|
#2 | ||||||||
![]()
|
عندما قرأت كلماتك تساءلت كيف كان شعورك عندما نزلت أنشودة ( أسناني واوا ) و كسرت الدنيا ؟؟؟
متابعون .. |
||||||||
|
|
|
#3 | ||||||||
![]()
|
في ال*قيقة فإني قد نسيت عداوتي القديمة مع هذا ال*رف بعد أن تكيّفت معه بشكل أو بآخر , وبعد أن اكتشفت أيضا" أنه ليس مجرّد *رف عادي كغيره من ال*روف التي تتمدد سوداء , زرقاء أو *مراء على أرضية دفاتري و أوراقي , و لا أدري بالضبط إن كان جدّنا الأول ق*طان هو الذي أعطى هذه المكانة لهذا ال*رف لكنّه ربما كان بال*قيقة الأكثر استخداما" من بين *روف اللغة العربية , و يكفيه فخرا" أنه لو*ده دون معونة من أ*د يشكّل أداة العطف في لغتنا المليئة بالمترادفات و المتشابهات و المتتاليات , و لم يكفيه ذلك بل اخترع له استخدامات أخرى فهو ( واو القسم ) و هو ( واو الندبة ) و ( واو المعيّة ) أيضا" .
و لعلّ جدنا ق*طان الذي لا بد أنه كان يتمتع بشفتين آسرتين قد أجرى إجتماعا" عاجلا" مع أفراد عائلته – التي ستشكّل فيما بعد أمّة طويلة عريضة تتناوشها ذئاب البراري هنا و هناك و ينبع من ت*ت أقدامها السمراء ذهب أسود كليل الص*راء المليء با*تمالات الخوف و الموت و ال*ب أيضا" – و جلس الشبان الأربعة ممشوقي القوام كالرما* السمهرية التي كانوا يتقنون استعمالها أمام باب الخيمة و هم ( مع *فظ الألقاب ) يعرب , *ضرموت , عمان و جرهم , فيخرج عليهم أباهم ق*طان بعباءته الطويلة و ل*يته الكثّة البيضاء و عينيه الذكيتين : - هه .. هل وصلتم إلى *ل بشأن أداة العطف ..؟؟ و بوصفهم أبناء بارين مخلصين – تصوروا , كان العرب قديما" يتمتّعون بهذه الخصال – صا*وا : - منك الأمر يا أبتي و منّا السمع و الطاعة . - إذا" .. فليكن *رف الواو , *رف خفيف لطيف ظريف لا يؤذي اللسان و لا يدعوك أن ترتبك في نطقه , ليس فيه *شرجة أو صلصلة أو جعجعة أو وجع دماغ , يكفي أن تضمّ شفتيك و تزفر من *نجرتك لينسكب هذا ال*رف كما الماء .. ما رأيكم ..؟؟ وافق جرهم الذي كان يعني لثغة واض*ة ب*رف الراء ب*ماس و صا* : - أبشغ يا أبي ... إختياغ غائع .. أما يعرب صا*ب الشفتين الغليظتين فقد همهم مطرقا" : - أيكفي *رف وا*د يا أبي ...؟؟؟ لقد سمعت مؤخرا" أن هناك جزيرة بعيدة تقطنها قبائل متو*شة من أكلة ل*وم البشر و سكان المغاور و الكهوف يجعلون للعطف كلمة كاملة من ثلاثة *روف , و لغتنا ت*تاج إلى أداة عطف لائقة م*ترمة نباهي بها أمام العالم . فقاطعه عمان العصبي دوما" : - يا أخي مالك و مالهم , ألم يعد يعجبك ال*رف الوا*د ...؟؟ ألم تجعل *ضرتك من بعض الأفعال *رفا" وا*دا" بالأمر ..؟؟ ألم تقل لي البار*ة *ين كنا عند ذاك الكثيب : رِ هذا العقرب و قِ نفسك منه ..؟؟؟ فعل كامل يشط* و ينط* تجعله *رفا" وا*دا" بينما ترفض لأداة عطف صغيرة أن تكون كذلك ..؟؟؟ هذا و الله عيّ و قلة مروءة و دناوة طبع ... انتفض يعرب غاضبا" و لولا وجود أبيه المهيب بينهم لانقضّ على عمان و انتزع لسانه و جعله أبكما" يت*سر على ال*رف الوا*د لا يستطيع أن ينطقه , لكنّه كظم غيظه ودارى غضبه و أسرع إلى خيمته يطفىء ناره الملتهبة بين أ*ضان زوجته التي جعلته لا يذكر من العطف إلاّ عطف الأنوثة ال*انية و قبلاتها ال*ارة. و يقال أنه منذ تلك الليلة التاريخية فإن ق*طان اتّخذ قرارا" بعدم التشاور مع أبنائه في أي قرار يتخذه لأنهم ببساطة ( لا يستاهلون النعمة ) , و يقال أيضا" أن يعرب لم يغفر لأخيه إساءته و أنه أوصى أبناءه قبل أن يودع ال*ياة أن يأخذوا بثأره من أولاد أخيه , و هكذا بدأت عادة الثأر العربية الصميمة التي لم ينسوها *تى الآن بسبب *رف وا*د . و نظرا" لهذا الإرث التاريخي الخطير , و لأن هذا ال*رف قد شارك بشكل أو بآخر في صياغة الوجدان العربي منذ بداياته الأولى , فقد ارتضيت أن أغيّر قليلا" من شكل الدائرة التي تعتليه كالتاج فأصب*ت دائرية تماما" في النهاية مقابل أن يقبل هو أن تبقى الدائرة كبيرة كما أ*بّها , و بهذه الصفقة العادلة للطرفين ( أنا و *رف الواو ) فقد انزا*ت هذه المشكلة العويصة عن دائرة اهتماماتي التي أصب*ت كثيرة ( فقد تبيّن أن جميع ال*روف لها مشاكلها أيضا" ) , و إن لم تختفِ تماما" . *تى كان يوم .. يتبع .. |
||||||||
|
|
|
#4 | ||||||||
![]()
|
*تى كان يوم ..
-هناك مراجٍعة تريد رؤيتك سيدي..؟؟؟ رفعتُ عيني لأجد سكرتيرتي العزيزة واقفة أمامي و هي تبتسم ابتسامة ماكرة مو*ية .. - أدخليها .. ماذا تنتظرين ..؟؟ - قلت لنفسي لعلّك تريد أن تمشّط شعرك أو تصل* من ربطة عنقك .. فأردت أن أنبهك .. ماذا دهى هذه السكرتيرة اليوم , أيّ جني عابث تلبّسها..؟؟ - أدخليها و بلا ( ثقالة دم ) .. و هل بقي شيء من الشعر يستدعي التوضيب و التنسيق ..؟؟ - *سن , كما تريد , كنت أريد أن أخدم فقط .. و هرَبَت من الغرفة قبل أن أقذفها ب*مّالة الأوراق فأريها كيف تكون خدمة رب العمل لمرؤوسيه المشاكسين . أدخلتها , و ليتها لم تفعل ... عبقت الغرفة بعطر فرنسي يو*ي أن ثمّة أنثى بالجوار , و سمعت صوتا" يسيل عذوبة و لطفا" و رقة .. - بون سواغ .. يا رب السماوات , يا إلهي , يا كلّ ملائكة الجنان , *لم هذا أم علم ..؟؟ شهقت من فرط المفاجأة , أي و الله شهقت , فبعض الجمال يصدم صدما" , و يبدو أنها معتادة على هذه الشهقات فلم تعِرها انتباها" و استمرت تخطر بهدوء كأنها غيمة صيفية *تى جلست في المقعد المقابل .. كنت ما أزال متجمدا" كليا" م*دّقا" بها بكل جوار*ي و لم أنبس ببنت شفة .. - بون سواغ مسيو .. ( يا للسماء .. هل هي فرنسية ..؟؟ ) انتبهت أني لم أردّ على ت*يتها بعد , فانتفضت كمن يستيقظ من *لم .. و همست بصوت راعش .. - مساء الخير .. - قالت لي سديقتي ( صديقتي ) أن مشكلتي لن ي*لّها إلاك .. ( آه .. عربية أنتِ إذا" ) سلمت صديقتك .. الله يرضى على صديقتك .. بوركت صديقتك .. - أهلا" و سهلا" بك سيدتي .. أستغفر الله .. الله و*ده من ي*لّ و يعقد , ن*ن مجرد أسباب ... من هي صديقتك ..؟؟ - فلانة .. - صديقة عزيزة و م*ترمة و غالية ( رغم أني لم أعرفها بالطبع ) . - واو ... نتأ هذا ال*رف في وجهي كأنه رم* .. لم أفهم موقعه من الإعراب هنا .. - عفوا" .. ماذا قلتِ ..؟؟ - استغربت قوة ذاكرتك فسديقتي لم تشاهدك منذ أعوام .. بالطبع فإن التصرف الملائم هنا أن أدير ال*ديث إلى وجهة أخرى فلا أريد أن نب*ث شؤون صديقتها المجهولة تلك . - ماهي المشكلة بالضبط ..؟؟ - أنا منهارة .. نظرت إليها مليا" عن كثب و هي تدّعي أنها منهارة , فاكتشفت فجأة أنها ليست بهذا الجمال الذي صعقني .. فالعيون الخضراء و الرموش الطويلة و الشفتين الكرزيتين و البشرة الرائقة كماء الورد .. كلها مزيّفة .. - ليتك تفصّلين .. ما رأيك بفنجان من القهوة الآن ..؟؟ استبقت طلبها فقد كنت أريدها أن تتكلم بسرعة . - واو .. لا *ول و لا قوة إلا بالله .. لماذا ينط هذا ال*رف في وجهي كل دقيقة .. ؟؟ - عفوا" .. أتريدين القهوة أم لا ..؟؟ - نعم .. نعم .. أي تيز كريت .. لماذا لم تقولي نعم منذ البداية ... ماهذه الواو التي اخترعوها آخر الزمن ..؟؟ - *سن .. أرجو أن تت*دّثي عن مشكلتك بالتفصيل الآن .. بدأت تت*دث , و بدأت أدوّن ملا*ظاتي , و شيئا" فشيئا" أخذت تفاصيلها ال*قيقية تبدو عارية تماما" , أخذ الزيف يتساقط عن ملام*ها رويدا" رويدا" , إنها امرأة عادية , عادية إلى درجة الملل , تافهة كأي قصيدة لمراهق كسول , بل شعرت أن هذا الزيف الذي تختبىء خلفه *وّلها إلى مسخ شائه بلا ملام* .. هي من هنا , من ال*ي المجاور , أمها أمي , و أهلها أهلي , لكنها ليست أختي ... هي من هنا , عربية مسلمة , لكنها تخجل من نفسها و منّي .. هي من هنا , تركب نفس ال*افلات التي أركب , تمشي على ذات الرصيف , تبتسم لذات الوجوه , تتأمل ذات السماء , لكنها تكره كل شيء *ولها . هي من هنا , عيونها سوداء كعيون ليلى , لسانها عربي فصي* , أنوثتها كشمس شتائية رؤوم , لكنها نزعت من وجودها انتماءه فأض*ت كالغصن المجتثّ المرميّ على قارعة الطريق , قد يكون أخضرا" لكنه لن يزهر أبدا" . هي من هنا , لكنها ترفض أن تعيش هنا .. بدأت أشعر بالغرفة تضيق علينا , ناديت السكرتيرة أن تفت* الباب الموارب , أسرعت بتلخيص المشكلة في ذهني , و قدمت لها ال*ل .. سألت : - هل تعتقد أن هذا ال*ل سريع ..؟؟ - في غضون يومين أو ثلاثة إن شاء الله .. - بعضهم أخبرني أني أ*تاج إلى شهر على الأقل .. واااااااااااااو .. و ابتسمت ابتسامة مغرية واضعة ساقا" على ساق .. لم أشعر بيدي إلا وهي تمتدّ مشيرة إلى الباب المفتو* .. و قلت بصوت غاضب مرتجف : - مع السلامة .. بعد قليل سألتني سكرتيرتي : - ألا تريد أن تتناول بعض الطعام ... العمل مزد*م اليوم .. - لا .. ( نفسي انقطعت ) .. - وااااااااو فوجئت سكرتيرتي الم*ترمة ب*مالة الورق مقذوفة في وجهها , و لولا أنها تفادتها في الل*ظة الأخيرة لكانت اليوم تسمى ( السكرتيرة ذات الرأس المشروخ ) .. ب*رف واااااو بالله عليكم .. ألا ينغّص هذا ال*رف *ياتكم ..؟؟؟ ت*يّاتي للجميُع .. |
||||||||
|
![]() |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الوان, حرف |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| الوان وملابس ناعمة للبيت | سارية | حــــــواء | 7 | 10-11-2008 08:23 AM |
هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1