كيف أصبح علي (ع) وزير رسول الله (ص)

كيف أصبح علي (ع) وزير رسول الله (ص)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

شخباركم ؟؟
إن شاء الله زينين

اليوم بجبي ليكم قصص
من كتاب
قصص الإمام علي (ع)المؤلف: الشيخ ناصر الزبيدي
التوزيع: منشورات الفجر

كـــيـــف أصـــبـــح عــلــي (ع) وزيـــر
رســـول الله (ص)

اعترف المؤرخون والمحدثون ، أن أول رجلٍ اعتنق الإسلام واستجاب لدعوة نبي الإسلام (ص) هو الإمام علي (ع) ، و جاء إيمانه على الصورة الآتية .

دعا نبي الإسلام (ص) الناس إلى الإسلام ثلاث سنوات بعد البعثة بصورة سرية . فكان الإمام علي (ع) أول من آمن بالنبي الأكرم بعد خديجة الكبرى (ع) ، وكان هؤلاء الثلاثة يقيمون صلاة جماعة بصورة سرية .

أمر الله عز وجل نبيه (ص) بعد ثلاث سنوات من البعثة الشريفة بإبلاغ الرسالة وإظهارها ، ونزلت عندها الآية الشريفة ((214 )) من سورة الشعراء :
{ وأنذر عشيرتك الأقربين } .

فجمع رسول الله (ص) أربعين شخصاً من بني هاشم من أعمامه وأبناء أعمامه في دار أبي طالب (ع) (1) ، وبعدما أكلوا أراد رسول الله (ص) أيبلغ رسالته ويظهراها ، بادره أبو لهب بالصياح والضجيج فتفرق القوم ، و طبقاً لقول بعضهم . أن أبا لهب قام بنفس العمل في المجلس الثاني الذي رتبه رسول الله (ص) لدعوته .

ثم بادر (ص) في اليوم الثالث و جمع أهله و عشيرته وأمر الإمام علي (ع) ان يصنع طعامً يكفي لــ((40 إلى 45 )) شخصاً .

ولما حضّر الطعامُ وأكلوا ، فهم أبو لهب أن المجلس معقودٌُ لأجل إظهار رسالة النبي الأكرم (ص) فأراد أن يبادر مرة أخرى لتفريق القوم ولكن حماية أبي طالب والمبادة السريعة من رسول الله (ص) أفشل مؤامرة أبي لهب فاستطاع أن يبلغ بهذه الصّورة رسالته وقال :

((يابني عبد المطلب والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومهُ بأفضل مما جئتُكُم بهِ إنّي قد جئتُكُم بخير الدُّنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوُكُم إليه فأيُّكُم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووَصيّي و خليفتي فيكُم)) .

فخيّم سكوتٌ ثقيل على أهل المجلس ، فإذا بشابّ يافع يحطم سكوت القوم . وكان هذا الشاب هو الإمام علي (ع) هو ابن ((13)) سنة تقريباً قام فقال :
((أنا يـا رسول الله أكون وزيرك عليه))

فقال له رسول الله (ص): اجلس .

ثم دعاهم رسول الله (ص) ثانية . ولم يُجِب سوى علي (ع) .

ثم كرر السؤال ثالثاً فلم يُجِبْ سوى علي (ع) أيضاً .

عندها قال النبي الاكرم (ص) :
((إنّ هذا أخي ووصيّي وخلبفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوه)) .

فقام القوم كل يقول كلمة ، فغضب أبو لهب فقال لأبي طالب باستهزاء:
((قد أمرك محمدٌٌ أن تسمع لابنك وتطيع))
قال أبو طالب (ع): ((صه يا أعور ، والله لمنعنّهُ ما بقينا))

وكان لأبي طالب (ع) والد الإمام علي (ع) دورٌ مهمٌ في إدارة الجلسة و تنظيمها و إعلان ابنه البطل بشجاعة فائقة عن وفائه و حمايته للنبي الإكرم (ص) (2) .

(1) قال بعضهم : كانت هذه الدعوة في السنة الثانية من البعثة النبوية.
(2) الغدير : 7 ، ص 355 - 354 نقلاً عن مدارك كثيرة من أهل السنة.