وألتفت الساق بالساق

قال تعالى: ( وألتفت الساق بالساق ) سورة القيامة آية 29

أعزائي قرأنا هذه الآية مئات المرات لكن هل عرفنا معناها

دعونا نبرح مع سفينة النجاة لنرى ماهو المقصود بهذه الآية

س: أي الساقان يلتفان ؟

ج : في هذه الأجابه عدة تفاسير

1- عن قتادة : هما ساقاه (ساق الإنسان ) عند النزع أما رأيته كيف يضرب
بإحدى رجليه على الأخرى ؟
وقال الحسن هما ساقاه إذا ألتفتا في الكفن .
2- لعله كنايه عن الشدائد والصعاب التي يواجهها الكافر عند الموت فيضطرب وتضطرب رجلاه.
3- وقيل أي التفت شدة مفارقة الدنيا ولذتها بشدة الذهاب إلى الآخرة أو التفت شدة ترك الأحباب بشدة الذهاب إلى دار الغربة.

س: متى تلتفت الساق بالساق ؟

ج : عندما تصل الروح على التراقي ويأتي الأجل المكتوب على الإنسان بوجوب

خروج روحه في هذه اللحظة عندها تبطل الحياة في أطراف البدن ،
بعد خروج الروح منها فتفارقه حتى لقاء الآخرة .

س: لماذا يكون الموت صعبا على الكافر بينما هو سهل لمؤمن ؟

ج : عن الأمام علي (ع) قال :( لكل دار باب وباب دار الآخرة الموت )

فالموت باب يدخله الإنسان لينتقل إلى الحياة الدنيا الحقيقة الخالدة التي خلق لأجلها

كما قال تعالى ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) العنكبوت:64

فإذا كان الإنسان مؤمنا بالله عز وجل وبرسوله وبما جاء على لسانه (ص)

ومن جانب آخر مطبقا لأوامره ومنتهيا عن نواهيه فإنه لا شك سيكون

مشتاقا للحياة السعيدة الخالدة التي كان يعمل لها طيلة حياته
ولهذا يشتاق إلى ساعة الموت ولا يجد منها أي ألم..
بينما الكافر يجد الآلام المضاعفة لحظة انتقاله من هذه الدنيا ..
وذلك لخوفه من العقاب الشديد الذي سيلاقيه بما قدمت يداه من أعمال فاسدة ..

وظالمة ومن جانب آخر ألمه الشديد على فراق التي كان يحبها ويؤثرها على الآخرة .

قال الأمام جعفر الصادق (ع) لأحد أصحابه عندما طلب منه أن يصف له الموت
قال (ع)
( للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه وينقطع التعب والألم كله عنه وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشد ).

التفسير من كتاب : لطائف ومعارف القرآن الكريم بين سؤال وجواب للشيخ علي الإبراهيمي ج :4