سارع بإزالة عادتك السيئة قبل أن تزيلك ؟

يقول الأخصائي النفسي العالمي د. روب جيلبوت: في البداية نحن نشكل العادة ثم تشكلنا العادة فسارع بإزالة عادتك السيئة قبل أن تزيلك.


وهذه الحقيقة العلمية لا يختلف عليها اثنان، وهي ما نعبر عنه بالعامية في قولنا أولها دلع وآخرها ولع.

والأمر أننا نعلم علماً يقينياً بأن هذه العادة السيئة أو تلك، سوف تترك ظلالها الداكنة على حياتنا، وعلى الرغم من ذلك نقف مكتوفي الأيدي حيال هذا الأمر.

ويكون الأمر أكثر خطورة عندما يكون أثر هذه العادة متعدياً، أي إن أثرها يتعدى إلى أطراف أخرى في حياتنا، وخاصة الأسرة بمن تشملهم من الزوجة والأولاد، لأنه عند هذا الحد أصبح الأمر متعلقاً بأشخاص آخرين لهم حقوق دينية واجتماعية علينا ولابد من احترامها.

وهنا أعتقد أن من الضروري الإشارة إلى أن العادات السيئة التي نقصدها في هذا المقال ليست عادة أو مجموع عادات بذاتها، ولكنها تشمل أية عادة يراها أحدنا بمنظوره أنها سيئة، أو يراها شخص آخر فيتأثر بها سلبياً لأنها سيئة.

فإذا كنت ممن يعانون من واحدة من هذه العادات السيئة، فلا تيأس ولا تعتقد بأنه ليس هناك حل لهذه المشكلة، بل الحل موجود إن شاء الله، ولكن عليك أن تكون إيجابياً في التحرك من أجل إحداث التغيير في حياتك، وعليك إتباع الخطوات التالية.

1-دون قائمة بعاداتك السيئة ونقاط ضعفك:
ولا يشترط أن تضع هذه القائمة بمفردك، بل يمكن الاستعانة بأطراف أخرى ( الزوج – الزوجة ).
هذه القائمة سوف تساعدك أولاً على تحديد الأمور التي ترغب في تغييرها في نفسك، وتزيد من حماسك في مواجهتها، والعمل على تغييرها.

وفي الوقت ذاته قم بتدوين بدائل لكل عادة أو سيئة أو نقطة ضعف، في المقابل منها في القائمة.

2-حدد أولوياتك:
بعد تدوين القائمة، قم بتحديد ما هو الأمر الذي ترغب في تغييره أولاً، فمن الخطأ محاولة إصلاح كل شيء في وقت واحد، فهذا سيجعلك تشعر بالضياع وعدم الاستقرار.

3-ضع أهدافاً مرحلية:
بعد أن حددت أولوياتك قم بوضع خطوات مرحلية لمعالجة المشكلة، فمن المستحيل الاعتقاد بأن عادة داومت على فعلها لسنوات طويلة، يمكن التخلص منها في دقائق، ولعل أوضح مثل على ذلك هو التدرج القرآني في معالجة قضية اجتماعية خطيرة ألا وهي تعاطي الكحول، ولا بأس من استشارة المتخصصين إذا كانت العادة تحتاج إلى ذلك.

4-شجع نفسك على استخدام البدائل:
عندما تشعر بأنك سوف تعود إلى الوقوع في هذه العادة من جديد، ذكر نفسك بأن هناك مخرجاً لهذا من خلال البدائل التي ربما ساعدك آخرون في وضعها.

5-حدد موعداً للبدء بعملية التغيير:
وأخبر أهلك وأصدقاءك المقربين بذلك لتلقى منهم التشجيع والتحفيز من أجل الاستمرار في عملية التغيير.

6-لا تفكر في نفسك فقط:
ولكن دائماً ذكر نفسك بالآثار السلبية الناجمة عن عاداتك السيئة وأثرها على الآخرين، وفكر كذلك في الآثار الإيجابية نتيجة التغيير.

7-يجب أن تعرف أن عملية التغيير عملية تدريجية وتحدث على مراحل، حددها الكاتب ( جون نوركروس) في كتابه التغير النهائي في خمس مراحل وهي:

أ‌-مرحلة تجاهل العادة السيئة، والاستمرار في ممارستها.
ب‌-مرحلة التفكير الجدي في ضرورة التغيير دون الإقدام الفعلي على التغيير.
ج- مرحلة التخطيط للتغيير.
د- مرحلة بدء التغيير.
هـ- المحافظة على التغيير والإقلاع عن العادة السيئة.

فعزيزي الزوج، عزيزتي الزوجة، ألا تستحق مصلحة الأسرة منا قليلاً من التعب والبذل من أجل المحافظة على أسرتنا سليمة من أية شوائب؟

إن الاستمرار في ممارسة العادات السيئة على الرغم من آثارها السلبية على أطراف أخرى في الأسرة هو أنانية، والأنانية عادة سيئة ننصحك أيضاً بالإقلاع عنها.

كلمة مباشرة
كثيراً ما نسمع هذه الجملة احنا كبرنا على هذا من الزوجات والأزواج، بل إن كثيراً من الزوجات يعتقدن أن كلام الغزل بعد سن الأربعين عيب يجب أن يتفاداه الأزواج لا أعلم حقيقة من أين يأتي الأزواج والزوجات هذا الإحساس والشعور؟ لماذا نقتل حياة زوجية حية، ونحيلها إلى مجرد أجساد خاوية من أية مشاعر، لماذا نحول الحياة الزوجية التي هي في الأساس مودة ورحمة إلى حياة إدارية جافة ليس لها طعم أو لذة.

السن ليس له علاقة بالمشاعر، خاصة بين الأزواج... الحب والمودة والملاطفة والمغازلة وكلمات الحب، لا تعرف سناً ولا يعتريها الهرم، بل إن هذه المشاعر بين الأزواج ترفع عنهم الشعور بالضيق والملل والإحساس بتقدم العمر.

وأهمس في أذن كل زوجة، وأقول: إن ما لا يقل عن 50% من الأزواج الذين اختاروا الزواج من زوجة ثانية صغيرة في العمر على الرغم من تعديهم سن الأربعين، بل أحياناً الخمسين، هو أنهم يريدون أن يستمعوا أو يشعروا بهذه المعاني الجميلة، بل وأن يستردوا ما أفقدهم إياه العمر من حركة وحيوية.