اللهم صل وسلم على سيدنا و نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين


التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :

قريبا

العودة   منتديات تدلـل1 > منتديآت القسم الأسلآمي > نفحآتـ إيمآنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-25-2008, 03:41 PM
سارية غير متواجد حالياً
أوسمتـــي ~
وسام نجمة المنتدى 
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 696
تاريخ التسجيل : May 2007
فترة الأقامة : 6182 يوم
أخر زيارة : 06-19-2023
المشاركات : 26,941 [ + ]
عدد النقاط : 2200
قوة الترشيح : سارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond reputeسارية has a reputation beyond repute
دور المعرفة واليقين في الحجّ قصة الشبلي نموذجًا



دور المعرفة واليقين في الحجّ قصة الشبلي نموذجًا



يذكر لنا القرآن الكريم الحجّ في مواضع عديدة تحكي لنا مراحل تطوّر الحجّ على مرّ العصور المختلفة، ولعلّ أكثر ما يستوقف القارئ في هذه الآيات الكريمة قوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ..) 27-28: الحج.
أذان في النّاس بالحجّ وبداية للمسيرة، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (لمّا أُمر إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) ببناء البيت، وتمّ بناؤه قعد إبراهيم على ركن، ثم نادى هلّم الحجّ، هلم الحجّ، فلبّى الناس في أصلاب الرّجال: لبّيك داعي الله، لبيك داعي الله عزّ وجلّ، فمن لبّى عشرًا يحجّ عشرًا، ومن لبّى خمسًا يحجّ خمسًا، ومَن لبّى أكثر من ذلك، فبعدد ذلك، ومَن لبّى واحدًا حجّ واحدًا، ومَن لم يلبِّ لم يحجّ)، جعلنا الله ممّن لبّوا كثيرًا.

• الشهود شرطُ منافع الحجّ
هكذا إذًا بدأ الحج؛ ليشكّل فريضة كبيرة تشتاق إليها قلوب المؤمنين، وتمتدّ لها أعناق الوالهين للقيا الحبيب الباري سبحانه وتعالى.
لتجد المؤمن الولهان بمجرد أنْ ينتهي من حجّه يشتاق إلى حجّ السنة المقبلة، وتراه مشغولاً طوال العام بنظم أموره، وأخذ استعداداته للحجّ مرّة ثانية وما ذلك إلا لحلاوة ما ذاق، وجمال ما عاش في حجّه.
وعلى طرف النقيض نجد أنّ مَن لم يُحسن تذوّق الحجّ لا يجد في نفسه هذا الشوق الذي يوصف.
فما الفارق بين الاثنين يا ترى؟
إنّا لا نجد فرقًا بين حجّ الأول وحجّ الثاني من ناحية الأعمال، فهذا أحرم وذاك أحرم، وهذا طاف وذاك أيضًا، فما السرّ الذي جعل من حجّ الأول حجًّا يعيش في كيانه، وينطق في لسانه، ويهتزّ في وجدانه؟! بخلاف الثاني الذي كأنّه لم يحجّ أصلاً!
السرّ يكمن في أنّ الأول قد حصل على المنافع التي تحدّث عنها المولى سبحانه وتعالى في قوله: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)، من خلال الشهود، بينما الثاني لم يشهد ذلك.

• الشبلي والبداية
الشهود إذًا عنصر مهمّ للحصول على المنافع والألطاف الربانيّة، ولكي تكون شاهدًا في الحجّ وغير غافل، فعليك أنْ تتوافر على مستويات الوعي المتناسبة مع هذه الفريضة الإلهيّة من خلال التثقف الفقهيّ، والأخلاقيّ، والاجتماعيّ، والماديّ، وغير ذلك.
ولعلّنا نجد أنّ الحاجّ يسعى جاهدًا لتوفير الوعي في مستوياته المتلائمة وهذه الجهات المختلفة، لكن يبقى عزيزي الحاجّ أنْ تتنبّه إلى نقطة وجانب مهمّ يجب أنْ لا يفوتك كما فات الشبلي في حجّ قد حجّه غافلاً!
الشبلي أحد أصحاب الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وقد لقي الإمام (عليه السلام) بعدما رجع من الحجّ، فأخذ الإمام (عليه السلام) يحاور الشبلي في محاورة يختبر فيها الشبلي، ودرجة شهوده لمنافع الحجّ.
فلندخل عزيزي الحاج كطرف في هذه المحاورة، ولنكن فيها أنا وأنت الشبلي الذي يختبره المولى زين العابدين (عليه السلام).

• الإحرام الخطوة الأولى نحو التوبة لله والاعتراف الأول
قال (عليه السلام) للشبلي: حججت يا شبلي؟
قال: نعم يا ابن رسول الله.
فقال (عليه السلام): أَنَزلت الميقات، وتجرّدت عن مخيط الثياب واغتسلت؟
قال: نعم.
هكذا انتهت المسألة لدى الشبلي، وقد تنتهي عندك وعندي أيضًا بمثل ما انتهت عنده.
تجرّدٌ عن ملبس واغتسال، ولكنّها لم تنتهِ عند الإمام (عليه السلام) بهذه الصورة.
قال (عليه السلام): فحين نزلت الميقات نويت أنّك خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟
قال: لا.
قال (عليه السلام): فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك نويت أنّك تجرّدت من الرّياء، والنّفاق، والدّخول في الشبهات؟
قال: لا.
قال (عليه السلام): فحين اغتسلت نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذنوب؟
قال: لا.
قال الإمام (عليه السلام): فما نزلت الميقات، ولا تجرّدت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت.
لاحظْ كيف أنّ الصورة مختلفة عند الإمام (عليه السلام) الذي يعبّر عن الثقافة التي يريدها الله سبحانه، فالتجرّد لا يعني خلع هذا الثوب في مدلولاته الماديّة وفقط، بل له مدلولاته الروحيّة التي يجب أنْ تُحدّث نفسَك بها، وتتحادث معها.
تنبّه إلى أمثلة الذّنوب التي ترتكبها هنا أو هناك، وهنا الإمام (عليه السلام) مثّل بالرّياء، والنّفاق، والدخول في الشبهات، ولكن ابحث أنت عن ذنوبك التي ترتكبها ولا يعلم بها أحد ويعلم بها الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وانطق بها وحادث نفسك بعزم على خلعها والتخلص منها، وأبدل ذلّ المعصية وهوانها بعزّ الطاعة وجمالها.
وعندما تجري الماء على بدنك استشعر تنظيف روحك من كلّ الخطايا والذنوب؛ لتبدأ من جديد.
نعم الحجّ يمثِّل البداية الجديدة لكلّ المذنبين التائبين لله تعالى، فمَن حجّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، والإحرام يمثِّل بداية الخطوة في حركة المذنب نحو التوبة لله سبحانه، وعندما يلبِّي لله تعالى، فهو كما يقول الإمام (عليه السلام) سائلاً للشبلي: (فحين لبيت نويت أنّك نطقت لله سبحانه بكلّ طاعة، وصمتَ عن كل معصية)؟

• هروب التائب والتعاهد مع الله
قال (عليه السلام) للشبلي: (طفت بالبيت، ومسست الأركان، وسعيت؟
قال: نعم.
قال (عليه السلام): فحين سعيت نويت أنّك هربت إلى الله، وعرف منك ذلك علاّم الغيوب؟
قال: لا).
هكذا يمثِّل الطواف بالبيت والسعي حالة من الهروب لله تعالى، هروبًا متعزِّزًا في الّنفس والرّوح بتعبيرات مدوية تصل إلى أعماق القلب والرّوح؛ ليعرف الله تعالى الصدق منك، لأنّ الصدق أساس مهم من أساسات قبول التوبة، وغفران الذنوب.
(ثم قال(عليه السلام) له: صافحت الحجر، ووقفت بمقام إبراهيم (عليه السلام)، وصلّيت به ركعتين؟
قال: نعم.
فصاح (عليه السلام) صيحة كاد يفارق الدنيا، ثم قال: آه آه ... .
لماذا هذه الآهات يا سيدنا ومولانا، فنحن كم مرّة نصلي؟
وكم مرّة نصافح، أو نشير إلى الحجر دون أنْ تهتزّ أرواحنا كما اهتزت روحك؟!
ولكن المسألة عزيزي الحاج، ليست في إحساسات اليد وانفعالات الجسد، بل في يقين القلب والمعرفة بالله تعالى، فمن هنا تهتز قلوب العارفين الوالهين بإدراكهم أنّ الحجر يمثِّل يد الله تعالى في خلقه، وأنّ المصافحة له تعني المصافحة لله سبحانه عهدًا وعقدًا على الطاعة.
(فيقول (عليه السلام): مَن صافح الحجر الأسود، فقد صافح الله تعالى، فانظر يا مسكين لا تضيّع أجر ما عظم حرمته، وتنقض المصافحة بالمخالفة، وقبض الحرام نظير أهل الآثام).
آه آه يا ربي: (ما لي كلَّما قُلتُ قد صَلُحت سرِيرَتيِ، وقَرُب من مَجالس التَّوّابين مجْلسِي عرضَت لي بَليَّة أَزالت قدمي، وحالت بينِي وبين خدمتك).

• خلاصة
استمر الإمام زين العابدين (عليه السلام) يحدّث الشبلي بالدلالات الروحيّة للحجّ عند كلّ عمل من أعمال الحجّ، وكان الشبلي يجيبه بـ(لا) عندما يبيّن له الإيحاءات الروحيّة للأعمال، وهل أنّه قد قام بها أم لا حتى أنهى تمام الأعمال، فلم يتوانَ الإمام (عليه السلام) في الختام من أنْ يقول للشبلي كلمة قاسية جدًّا، وهي: (فإنّك لم تحجّ)، ولكن يعرف الإمام إيمان الشبلي، فلذلك طفق الشبلي يبكي على ما فرّطه في حجّه، وما زال يتعلّم (حتى حجّ من قابل بمعرفة ويقين).
نعم عزيزي الحاج، المعرفة واليقين هما الأساس في نيل الفيوضات والألطاف الربانيّة في فريضة الحجّ، وإعمال الجانب الروحيّ في غاية الأهمية، كما اتضح لدينا من خلال هذه القصّة القيّمة.
وفقنا الله وإيّاكم لحجّ بيت الله الحرام بمعرفة ويقين.

بقلم: الشيخ رائد الستري

نشر بمجلة الحجّ تصدر عن حوزة الهدى




رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المعرفة, الحجّ, الشبلي, دور, نموذجًا, واليقين, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السيدة زينب(ع) مثل أعلى للصبر واليقين والثبات والعقيدة همسة وفا نفحآتـ إيمآنية 2 06-06-2018 05:43 PM
عقول جاهلة في زمن المعرفة " ++ حسن 10 ضفـآف حرة 2 04-20-2009 04:31 PM


الساعة الآن 01:47 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1