فكتورين و الدنيا الصافعة ..

:037:

فكتورين طفل صغير و لدته امه و قد مات والده قبل و لادته بشهر .. و قد ماتت امه فور ولادته .. فتربى و ترعرع في ذلك البيت الكبير المليء بالخدم و الحشم .. هذه تحممه و هذا يلعبه و تلك تطعمه و هؤلاء يدرسونه ..

لكن يا ترى هل تظنون انه من الممكن ان تشترى السعادة بالمال ..؟

بالطبع لا ..

و هذا هو الخطأ الكبير الذي و قع فيه الكثيرون ..

موت والديه كانت اقوى صفعة لفكتورين حتى ذلك الحين ..

و عندما شب و كبر اخذ يتعلم فنون الفروسية ..

و لكن حدث ما لم يكن بالحسبان ..

فقد سحبت منه امواله بطريقة غير قانونية او شرعية و قد تم ترحيل خدامه اللذين تعلق بهم و تعلقوا به .. و اللذين اعتبرهم اهله ..

و رمي في دار الايتام .. بعيدا عن البلدة التي عاش فيها ..

و حان الوقت ليخرج من الدار ليعتمد على نفسه ..

لكنه وجد نفسه بين وحوش.. هم انفسهم كانوابحاجة لان ينقذهم احد من انفسهم..

فحاول الهرب و الدنيا مازالت مصرة على صفعه ..

و لكن هل ستطعمه يوما حلوا ..؟

لا أظن ذلك!!

التقى ذات يوم بفتاة جمالها يحطم الصخر .. فوقع في حبها .. و تقدم لها دون اي تردد ..
لكن اهلها رفضوه رفضا قاسيا جدا ..

لكنه لم ييأس ابدا لصفعات الدنيا ...

و اصر على الزواج منها ..

و بقي يفكر و يفكر كيف يكسب تلك الفتاة .. فوجد انه لن يفوز برضى والديها الا ان فاز بقلبها اولا..!

فقرر ان يوقعها بحبه هي ايضا ..

لكن هل ستقف الدنيا صامتة هكذا ..؟!!

لا يمكن للدنيا ان ترى احدهم يضحك من دون ان تنكد عليه ..!:Big-Smile-9:

فماذا سوف تعمل الدنيا هذه المرة يا ترى ..؟!

فكر فكتورين ان الفتاة قد تتعلق به ان بقي في وجهها كل يوم ..

فبدأ بطريقة الازعاج ..

فكان كل يوم في الصباح يذهب اليها و يوقظها من نومها .. كان يرمي الحجر على نافذتها فيتحطم الزجاج .. فكانت تغضب منه كثيرا و يزيد كرهها له ..
و كان كل يوم على هذه الحالة و كانه يريد ان ينتقم منها ..

فكرهته الفتاة كرها عميقا جدا بحيث لايمكنها التخلص منه او تنساه في يوم ما ..

قال فكتورين في نفسها على الاقل ان لم تعشقني فسابقى في ذاكرتها الى الابد .. و لا اظن انها ستنساني .. !

و في يوم من الايام و بينما كان في عمله في محل لبيع الملابس النسائية .. دخلت معشوقته لتشتري ما تحتاجه من الحاجيات .. و عند خروجها لحق بها فكتورين .. و اصر على ان تجلس معه .. فوافقت ..

يا ترى هل الدنيا سوف تبقي هذا الحلم الجميل اللذي يعيشه فكتورين ام انها سوف تدمره و تحوله الى سلسلة من الصفعات و الكوابيس اللا متناهية ..؟!!

المهم فوافقت الفتاة على مرافقته و الشر يملؤ عينيها الساحرتين ..

و بقيا يتحدثان طويلا .. و كان فكتورين يحاول الاقتراب منها .. و كان يقترب و يقترب و يقترب .............


و إذا بهما يسمعان صوت يقترب .. و عندما التفتا خلفهما فوجدا شاحنة :018:قد انحرفت عن المسار و انقلبت عليها ..

و يا لها من صفعة .. ذلك الحلم الوردي اللذي كاد يتحول إلى حقيقة .. قد اختفى و تلاشى ..

نعم قد ماتت معشوقة فكتورين .. بين يديه و تقطعت اربا اربا .. !!!

هو تأذى و اصابه شلل نصفي ..!!

يا إلهي ..!!!!!

ما الذي يمكن ان يكون اسوأ من ذلك ..؟!

آآآآآآآآآآآخ كم يكره فكتورين الدنيا ...

حاول ان يستجمع قواه و ان يسترجع عافيته .. لكنه لم يسترجع إلا الذكريات الأليمة .. يولد من دون اب و تموت والدته عند ولادته ... يفقد امواله و الاشخاص اللذين احبهم .. ثم ماذا حتى زواج لم يستطع ان يتزوج من الفتاة التي عشقها .. لا بأس مادامت سعيدة فهو سعيد و فجأة و بعدما كان قريبا منها و كاد ان يفوز بقلبها .. تموت و تتفلش بين يديه إلى أجزاء بشكل مرعب و يفقد صحته ..!!!

أعوذ بالله !!

أعوذ بالله !!

لما لا يمكن للدنيا ان تضحكنا ولو قليلا .. لماذا..؟!!

عاد فكتورين إلى بلدته .. و إذا بها مربيته التي تعلق بها و اعتبرها اما حقيقية له ..

فاسرع اليها و هو على الكرسي المتحرك يتحرق شوقا ليضمها .. و عندما وصل اليها عانقها .. طويلا!! لكن ..

































طال عناقهما فعلا و اذا بها قد ثقلت و ازداد و زنها ..






! ! !


نعم .. !!

إنها الدنيا ..


لا يمكنها ان ترى إنسانا سعيدا أبدا ..

و إذا بصفعة منها .. لا ندري أهي الاقوى أم هناك أقوى منها ..


و إذا بالمرأة العجوز قد قضت نحبها بين يديه الذابلتين ..

آآآآآآآآه..

و ليت الــ آآآآآآآآآآآآآه .. تعمل شيئا في مواقف كهذه ..

"83


..



















عندما ظن فكتورين ان الدنيا قد تبتسم له اخيــــــــــرا ...


اكتشف أن الفتاة التي عشقها كانت اخته من والده ..!!!










يا إلهي ..!!!

يا الله ...

رحمتك يا رحمن يا رحيم ..





الانسانة الوحيدة التي كان بامكانها ان تسعده بشكل او بآخر .. لقد رحلت .. نعم رحلت ..

و بأبشع ما يكون فقد فكتورين حتى السبب الذي قد يجعله أن يرغب في الحياة ..

"العــــائلــــــــة"








فسار فكتورين في دروب هذه الحياة القاسية متألما .. منتظرا ان يلحق بمعشوقته او اخته ان صح التعبير و بمن كل من احبهم ..


و في النهاية .. مهما عذبتنا الدنيا فرحمة الله تعالى فوق كل شيء ..

7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7

7
7
7
7
7
7
7
7

7
7
7
7
7

7
7
7
7
7
7
7
7
7

7
7
7
7

7



طبعا القصة كانت من نسج خيالي ..

و أتمنى ان اللي حصل لفكتورين ما يحصل لاي احد بهالدنيا ..


حتى لو كانوا أعدائي..




written by moonface