قابلية العقل بالتكليف

بسم الله الرحمن الرحيم

خلق الله العقل فقال له اقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر

فهنا تكمن قدرة الله جل وعلا , وقابلية العقل بالتكليف

هذه مقالة بعنوان ( قابلية العقل بالتكليف )

وهي بقلم أستاذي الفاضل : سماحة الشيخ حسين الراشد , بالغة الله مناه

وشكر الله مسعاه .

حيث يقول سماحة .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

لكي يعرف الإنسان أن الله خلقه لعبادته, والعبادة لاتكون إلا بالمعرفة كما ورد في الحديث القدسي ( كنت كنزآ مخفيآ فأحببت أن

أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )

فإذا عرفوه عبدوه والعبادة فيها أمر تكليفي , وإن الله سبحانه خلق العقل وجعله يتحمل التكاليف الشرعية وذلك من بداية خلق

هذا العقل أمره بالإقبال فأقبل وقال له أدبر فأدبر , كما في رواية الكافي ( عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال لما

خلق الله العقل استنطقه ثم قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر


ثم قال له وعزتي وجلالي ماخلقت خلقآ هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب أما إني إياك آمر وإياك أنهي وإياك أعاقب وإياك

أثيب ) , بمعنى أن العقل له اللياقة الكاملة في تلقي التكاليف الإلهية , ولو بالفرض أنه أمره خلاف مافعل كان ليس له اللياقة

تحمل التكاليف لذا امتثل لأمر الله إذآ هو مؤهل للتكاليف , وخاطب النفس كما في كتابه العزيز ( لايكلف الله نفسآ إلا وسعها لها

ماكسبت وعليها ماكتسبت ) والنفس هي التي تتلذذ بكل ما تمارس من غرائز , لما فيها من ملذات , لذلك لم يلم الله العقل لأن

العقل مجرد وإنما يلوم النفس في آيات كثيرة منها ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا مصرخكم وما أنتم بمصرخي ) وقال تعالى (

لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ) وقال أيضآ ( ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم

الأماني حتى حاء أمر الله وغركم بالله الغرور ) , ومن الملاحظ أن الواجبات التي كلف الله بها عبده مقدارها الجزء اليسير من أوقاته

وجل أوقاته له يفعل بها مايشاء في الأعمال المستحبة ولطلب الرزق والراحة , وعلى هذا نرى هذا العبد يقصر في واجباته والذي

أفظع من ذلك ترك بعض ما أوجب الله عليه , لو يضع أمامه الرحمة والخير الكثير الذي يصبح ويمسي وهو في كنف رحمة ربه لما

غفل عن عبادة الله وهذه رواية تبين مامدى عظمة هذه العبادة التي يتقرب بها العبد إلى الله وما فيها من الثواب ومحو الذنوب

الكافي ( عن يزيد بن خليفة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إذا قام المصلي إلى الصلاة نزلت عليه الرحمة من أعنان

السماء إلى أعنان الأرض وحفت به الملاءكة وناداه ملك لو يعلم هذا المصلي مافي الصلاة ما انفتل ) وهذا التعلق فقط قيامه

للصلاة فما بالك لو صلى من النوافل أكثر منها وعمل أو تفقه في أمور دينه ........... والتكملة في المقالة القادمة أنشاء الله .

وهي بعنوان خصائص النفس .