عنترة و عبلة
ظل عنترة يثير خيالنا وأ*اسيسنا ويرجف قلوبنا بقصته الأسطورية الجميلة، وبصفاته الأخلاقية الرفيعة، وبشعره العظيم المليء بصور جميلة أخاذة، وأوصاف دقيقة بديعة، وتعبيرات بليغة م*كمة وبسيطة في الوقت نفسه. ومن يقرأ قصة عنترة لابد أن يتعاطف مع آلامه وصراعه العادل من أجل ال*رية. يعتبر عنترة أ*د الفرسان المشهورين..
هي أشهر قصص "المتيمين" الجاهليين هي قصة تستمد شهرتها من نا*يتين : من شهرة صا*بها الفارس الشاعر البطل، ثم من القصة الشعبية التي دارت *ولها.
وعلى الرغم من شهرة هذه القصة، وعلى الرغم من ضخامة القصة الشعبية التي دارت *ولها وكثرة التفاصيل وال*واشي بها، فإن المصادر القديمة لا تمدنا بكثير من تفاصيلها، ولكنها في إطارها العام قصة ثابتة لا شك فيها بدلالة شعر عنترة الذي يفيض بأ*اديث *به و*رمانه.
نشأة لا تولد شاعر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نشأ عنترة العبسي من أب عربي هو عمرو بن شداد، وكان سيدا من سادات قبيلته، وأم أجنبية هي زبيبة الأمة السوداء ال*بشية، وكان أبوه قد سباها في بعض غزواته.
وسرى السواد إلى عنترة من أمه، ورفض أبوه الاعتراف به، فاتخذ مكانه بين طبقة العبيد في القبيلة، خضوعا لتقاليد المجتمع الجاهلي التي تقضي بإقصاء أولاد الإماء عن سلسلة النسب الذهبية التي كان العرب ي*رصون على أن يظل لها نقاؤها، وعلى أن يكون جميع أفرادها ممن يجمعون الشرف من كلا طرفيه : الآباء والأمهات، إلا إذا أبدى أ*د هؤلاء الهجناء امتيازا أو نجابة فإن المجتمع الجاهلي لم يكن يرى في هذه ال*الة ما يمنع من إل*اقه بأبيه.
*انت الفرصة
أغار بعض العرب على عبس وأستاقوا إبلهم فقال له أبوه: كُرّ يا عنترة
فقال: العبدُ لا ي*سن الكَرّ إنّما ي*سنُ ال*ِلاب والصّر
فقال له أبوه: كُرّ وأنت *ُر
فهب عنترة كالإعصار يدفعه *ب لل*رية إلى فعل المست*يل. فهزم الأعداء ورد الإبل فادّعاه أبوه وأل*قه بنسبه. استطاع بشجاعته أن ي*قق *ريته التي طالما *لم بها .
يجمع بين عنفوان القوى و رقة الم*ب !!!!!!!!!!!!!!!!!!
كان الأبطال يخشون نزاله. وأصب*ت شجاعته أسطورة يرددها العرب إلى يومنا هذا. أ*ب عنترة عبلة بنت عمه مالك بن قراد العبسي، وتقدم عنترة إلى عمه يخطب إليه ابنته، ولكن اللون والنسب وقفا مرة أخرى في طريقه، فقد رفض مالك أن يزوج ابنته من رجل يجري في عروقه دم غير عربي، وأبت كبرياؤه أن يرضى بعبد أسود مهما تكن شجاعته وفروسيته زوجاً لابنته العربية ال*رة النقية الدم الخالصة النسب.
هل يعجز الم*ب ؟
يقال إن عمه طلب منه تعجيزاً له وسدا للسبل في وجهه ألف ناقة من نوق الملك النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لابنته، ويقال إن عنترة خرج في طلب عصافير النعمان *تى يظفر بعبلة، وأنه لقي في سبيلها أهوالا جساما، ووقع في الأسر، وأبدى في سبيل الخلاص منه بطولات خارقة، ثم ت*قق له في النهاية *لمه، وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان.
م*اولة لتخلص منه
ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططا، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة.
نهاية غير معروفة
ثم تكون النهاية التي أغفلتها المصادر القديمة وتركت البا*ثين عنها يختلفون *ولها، فمنهم من يرى أن عنترة فاز بعبلة وتزوجها، ومنهم من يرى أنه لم يتزوجها، وإنما ظفر بها فارس آخر من فرسان العرب.
وفي أغلب الظن أن عنترة لم يتزوج عبلة، ولكنه قضى *ياته راهبا متبتلا في م*راب *بها، يغني لها ويتغنى بها، ويمزج بين بطولته و*به مزاجا رائعاً جميلاً.
وهو يصر* في بعض شعره بأنها تزوجت، وأن زوجها فارس عربي ضخم أبيض اللون، يقول لها في إ*دى قصائده الموثوق بها التي يرويها الأصمعي :
إما تريني قد ن*لت ومن يكن ** غرضاً لأطراف الأٍنة ين*ل
فلرب أبلج مثل بعلك بادن ** ضخم على ظهر الجواد مهبل
غادرته متعفرا أوصاله ** والقوم بين مجر* ومجدل
بعد المصادر تروي أنه ظفر بها فعلا و تزوجها و لم تنجب له أولادا اختلفت النهاية و لكن المؤكد أن عنترة قد تفرد ب*به لعبلة وكان هذا التفرد من خلال قصائده ومعلقاته التي لم تكد تخلو من ذكر م*بوبته عبلة، وذكر اسم ال*بيبة علنا في القصائد لم يكن أمرا مألوفا فيما مضى، وبذلك خرج عنترة عن المألوف وت*دى سلطة مجتمعه وقبيلته. و*ب عبلة كان له تأثير عظيم في نفس عنترة وشعره، وهي التي صيرته ب*بها، ذلك البطل المغامر في طلب المعالي، وجعلته يزدان بأجمل الصفات وأرفعها، وهي سبب تلك المرارة واللوعة اللتين ربما لم تكونا في شعره لولا *رمانه إياها، وأصب* ال*بيب الصادق في *به، وبذلك خلد أسطورة ال*ب الصادقة إلى يومنا هذا.
أ*ب هذا البيت جدا من شعر عنترة
ولقد ذكرتك والرما* نواهلُ مني، وبيضُ الهند تقطرُ من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرِك المتبــــــــــــــــسمِ
ومضات في قصة عنترة
لقد سلك عنترة من *يث علم أم لم يعلم طريقين يقودان المرء إلى التميز :
1- القرار الشجاع الذي ينقل الإنسان من الثرى إلى الثريا , ومن ملامسة التراب إلى معانقة الس*اب
2- ال*رية التي تقود إلى الإبداع
3- السعي في ت*قيق ما يريد و ليس البكاء خلف الجدران
ملا*ظة هامة :
إن العوائق و الموانع التي واجها عنترة في *به و أسباب رفض عمه للزواج لم تنتهي مازالت موجودة *تي الآن فيتم الزواج *سب العرق و النسب و القبائل و لكن الذي اختفي فعلا من عالمنا اليوم هو عنترة
..................... يتبع