اللهم صل وسلم على سيدنا و نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين


التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :

قريبا

العودة   منتديات تدلـل1 > المنتديات الادبيه > يحكى أن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-04-2012, 12:43 PM
حسن 10 غير متواجد حالياً
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 2350
تاريخ التسجيل : Mar 2009
فترة الأقامة : 5518 يوم
أخر زيارة : 07-26-2020
المشاركات : 2,437 [ + ]
عدد النقاط : 210
قوة الترشيح : حسن 10 has a spectacular aura aboutحسن 10 has a spectacular aura aboutحسن 10 has a spectacular aura about
027 قصة قصيرة عصفور في الرأس



قصة قصيرة عصفور في الرأس

لا أتذكر متى ماتت جدتي .بل ربما إنها لم تمت بعد وإنها مازالت تروي قصتي القديمة ، قصة العصفور الذي دخل رأسي. لكن جدتي ماتت.. وربما، أنا الآخر، لا أمتلك إلا حكاية وهمية وخالية من عناصر الإغراء . في الواقع لم تعد ثمة تسليات لدينا،نحن الموتى ، سوى قتل الوقت بعيدا عن الفضائح. فالجسد لا يحتمل متاعب مضافة. إنما لا أعرف لماذا أتذكر حكاية هذه الجدة وهذا الرأس. هل لأن الموتى يمتلكون الهواء، أو انهم، بدقة، لا يجبرون على دفع الضرائب، ولا يخافون من الموت. إنني منذ كان الفجر بلون الأحلام ، وهذه مقولات جدتي في الغالب ،كنت أعشق العصافير.وحتى عندما كبرت ، وسكنت في الطابق العاشر،من العمارة التي شيدتها على مدى سنوات ، كنت أبحث عن مؤسسات لحماية العصافير وهي ليست طرفة عابرة، ارويها لقتل الوقت،كلا، فالثمن غال حتى عند حساب فوائد النوادر، فعندما ذهبت إلى مؤسسة خيرية، وشرحت لهم موقفي من الكائنات الحية، وإمكانياتي بوضع أية مبالغ لإنقاذ الطيور، قالت لي سيدة وقورة: وما هي النسبة التي تطلبها؟ فزعت فقلت لها: أنا أتبرع بثروتي كلها من أجل إنقاذ الطيور.. وخاصة العصافير المهددة بالانقراض.على كل، لم تسخر مني،عندما عرفت اني امتلك ثروة أكبر من رصيد مصرفها كله. بل قالت لي :حسنا.في تلك اللحظة قلت لها: لست أنا العصفور المقصود ! ومنذ زمن أبعد،أبعد بكثير من حكاية جدتي، وتقسيم العالم او لم شمله، قبل تلوث البيئة، وقبل اختراع حدائق الحيوان والسجون الشرعية لحماية هذا كله، كان العصفور يسكن الغابة . هكذا أفكر: العصفور سبقني إلى الهواء .. وكان العصفور يسكن في مكان ما من رأسي الذي يتعرض الى الصدمات،فلماذا أتخلى عنه، أو عن هذه الاضطرابات الجميلة . كانت القصة قديمة، ولكنها كانت تتجدد بين فترة وأخرى.لقد بدأت وأنا كنت في العام الثالث أو الرابع من عمري، أي قبل نصف قرن تقريبا، على نحو عفوي، إلا أن جدتي هي التي أخبرت أفراد العائلة بأن العصفور الذي أختفى من القفص دخل رأسي. ومنذ ذلك اليوم أخفيت على الجميع فكرة أن هناك عصفورا صغيرا داخل رأسي. أمسكني والدي وسألني أمام أفراد العائلة: ـ " هل سرقت العصفور؟" ـ "كلا.. بالتأكيد." ـ "إذاً..تركته يذهب إلى الغابة..؟" ـ "كلا..أبداً.." ـ " أين ذهب العصفور إذا؟" ولا أعرف ماذا حدث لي بعد ذلك،تقول جدتي انهم نقلوني الى المستشفى، وأني لم أفق من سباتي إلا بعد أشهر. ماذا حدث لي بالضبط.؟ إنها حكاية غريبة وغير جذابة أيضا ً.فأنا ضجر من الحديث عن العصافير والحكايات القديمة..لكن النحس الذي رافق حياتي كاد يقضي عليّ. فبعد أن أفقت من سباتي، هربت من البيت باتجاه الغابة، وكنت أرغب أن لا أعود إلى البيت.كنت أحلم أن أتحول إلى عصفور،صغير، وأسكن شجرة عالية،بعيداً عن الضوضاء، لكن المشكلة بدأت في ذلك اليوم،عندما سقط فوقي أحد العصافير وهو يرتجف خوفا وفزعا .. ماذا بك؟ قلت له.قال: انهم يطاردونني..أنظر .كان المسكين يهرب من الصبية المشاكسين..هؤلاء الذين كنت أراهم كيف يصطادون العصافير ويبترون رؤوسها. كان الدم ينزف فيتحول لون السماء إلى شلال دماء حمراء فسفورية صارخة، فأصرخ، وأفقد الوعي ثم أعود وأتنفس الهواء. قال العصفور لي:ماذا حدث لك ـ قلت : لم يحدث لي أي شيء. وسمعت أصوات الأطفال المشاكسين تقترب، وكانوا يبحثون عن العصفور.. ولم أكن امتلك قوة الهرب من الغابة.. فماذا افعل. لا أعرف كيف طرأت في فكري فكرة إخفاء العصفور داخل رأسي.وبالفعل لم يعثر الأطفال على شيء .قالت جدتي لي: وماذا فعلت بعد ذلك؟قلت: رحت أبحث عن العصفور الذي اختفى في حياتي ومنذ ذلك الوقت، كانت تتكرر هذه القصة. حتى أمي قبل اعوام وجيزة، قررت ان أتخلص من الكائن الذي راح يربك حياتي.. فذهبت الى احد العلماء وشرحت له،بالتفاصيل الدقيقة، كيف حدثت الحكاية ،ماذا تعني لدي الآن، أجاب الرجل بهدوء عجيب: لا توجد مشكلة، أيها السيد..من الأفضل ان تبقي العصفور في مكانه..ثم قال: ـ بل أرى ان وجوده عندك هو الامتياز العظيم لك.. ـ ماذا تقول أيها البروفسور؟ ـ هذا كل ما في الأمر. وهكذا كنت أعيش حياتي بهدوء يتخلله الاضطراب المفاجئ. ذاك الاضطراب الخاص باستيقاظ العصفور داخل راسي.فاجلس أبكي أو اصمت أو أتكلم مع الأشجار .. كانت جدتي في الواقع ،هي التي تراقب حياتي، وهي التي تشرف على إصدار الأوامر، بعد وفاة والدي .ولم يعترض عليها أحد من أفراد عائلتي ،بل كانوا هم المنفذين لأوامرها. هكذا قادوني. على الرغم من وجود معاملات تجاريةغير منجزة، وفكرة انشاء اكبر حديقة للعصافير في عالمنا،الى المستشفى. وكانت هناك بانتظاري اكبر مفاجاة ، حشد كبير من البشر.. من هم؟ قال كبير الاطباء هامسا: إنك شخصية مهمة للغاية.. وعليك أن تتكلم. قلت له: من هم..ولماذا اراهم يتجمعون حولي؟ لكن احد الصحفيين سألني بصوت مباغت:نعرف انك لاتؤمن بوجود العصفورداخل رأسك..ولكن الاترى..؟ صرخت: كلا.ثم هدأت..قلت له:لكن الاتعتقد أن في رأس كل منا عصفورا ؟ ضجت القاعة بالضحك.فكنت أبكي.قال كبير الاطباء:إننا سنقوم بإجراء أكبرعملية ذات ابعاد تخص مستقبل البشرية كلها..والسيد سيحدثكم عن حالته..فالعصفور الذي عاش معه سنوات طويلة سيغادره وسنسلط أضواء على هذا المرض.كدت أجن .لكن كبير الاطباء تابع قائلا:وسوف نسلط الضوء على العصفور ذاته. وستقوم وسائل الاعلام بشرح أدق التفاصيل..كان ذلك تمهيدا نفسيا جعلني لاأتوقف عن الاعترافات. في الواقع لاتوجد في حياتي أسرار.وحتى هذا العصفور ـ قلت في نفسي ـ سأتركه يعود الى الغابة..همس الطبيب في أذني:والان عليك أن تهدأ . لاأعرف لماذا تذكرت طرفة جعلتني أضحك. وقد رويتها للطبيب .. قلت كانت امرأة وهي ذاتها زوجتي بالطبع، سبب كارثة كبرى في حياة زوجها، وقد طلبت منه، بعد شجار، أن يثبت لها أنه شخصية مرموقة وموقرة وإنها عمليا متزوجة من رجل حقيقي.. فغادر الزوج البيت ووقف وسط أكبر ساحات المدينة وراح يخطب في الناس. كانت الزوجة ترى الاف المحتشدين وهم يصغون لكلام زوجها. وكان الرجل يتكلم بحسب عادته في الكلام.في الليل، بعد ذلك الامتحان، سألها عن احترام الناس له. فقالت له، ببرود:كانوا،بالفعل، مؤدبين عداك كنت الثرثار الوحيد.قال الطبيب:لن تشعر بالألم.. استسلمت لفريق الأطباء ،فماذا سيحدث لي:لست الأول الذي سيفارق الحياة، ولا الأخير.لكن العملية الجراحية الكبرى نجحت. قال كبير الأطباء: الآن..بإمكانكم التحدث الى السيد الذي عاش حياة المحنة. قلت:إني مسرور للغاية، ان أعود الى الحياة مرة ثانية ورحت اروي لهم حكايات كثيرة، وطرائف، حسب الأسئلة. فقد كان هناك حشد من الفضوليين حسنا.. وماذا بعد ؟ لا أعرف كيف نهضت من سريري، أمامهم بخفة نمر، وأمسكت بالعصفور الذي أخرجوه عنوة من رأسي، وأعدته الى مكانه وعدت دون اعتراض للحديث عن الغابة القديمة وكيف إني، بعد نصف قرن قد قررت إنشاء أكبرحديقة خاصة بالطيور واني سأكون صاحبها واني في واقع الامر، لم أكن إلا هذا العصفور الذي تعذب كثيراً ونجا من الهلاك بأعجوبة.


 توقيع : حسن 10

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الرأس, عصفور, قصة, قصيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مطعم بين الاشجار على شكل عش عصفور!!! دلوووول السياحه والسفر 3 06-13-2012 01:43 PM
إحذرمن تغطية الرأس أثناء النوم ميدو الصــــــحه 2 07-13-2010 02:56 AM
كم مره قلت لك هذآآ عصفور ...!! حسن 10 الضحك والفرفشـــــه 5 05-07-2010 10:26 PM
تغطية الرأس اثناء النوم ( مالآ يعرفه الكثير ) بنت الاجاويد الصــــــحه 7 07-08-2008 07:08 AM
نكت قصيرة الخيـــــــال الضحك والفرفشـــــه 3 09-02-2005 05:20 PM


الساعة الآن 06:45 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1