سيارة تعمل بالهواء

يحمل أرشيف الاختراعات الكثير من قصص المغامرات منذ فجر التاريخ غير المعقولة في وقتها أو تقارب الجنون في أفكارها‏,‏ إلا الإصرار عليها يجعلها بعد مرور السنوات والتجارب يدخلها حيز المعقول والتنفيذ‏,‏ ومن ذلك محاولات الطيران وسفن الفضاء وغيرها‏,‏ وها هي الفكرة المجنونة التي تسيطر علي المهندس الشاب محمد السيد عبدالواحد‏,‏ خريج كلية الهندسة‏-‏ جامعة الإسكندرية عام‏1978‏ يضحي براحته‏,‏ والحياة الأسرية الهانئة أو حتي العادية‏,‏ مثل كل البشر ويعيش حلمه الرائع الذي يخلص البشرية من وباء التلوث‏,‏ وهو سيارة تعمل بالهواء أو ما يطلق عليه المحرك الهوائي ذو القرص الدوار‏.‏
وعلي مدي‏15‏ عاما عاش المهندس محمد حلمه الكبير في منزل متواضع جدا بمركز سيدي سالم‏,‏ محافظة كفر الشيخ ومثل كل المخترعين أو السواد الأعظم منهم باع المهندس الشاب كل ما يمتلك في سبيل تحقيق حلمه‏,‏ لكن حين اكتمل الحلم أمامه ودار محرك السيارة المعجزة‏,‏ وبالفعل تحركت عدة مترات تحديدا‏7‏ أمتار‏,‏ طار فرحا ذهب إلي أكاديمية البحث العلمي إلي جهاز تنمية الابتكارات‏,‏ قال له من قال‏:‏ الفكرة غير صحيحة علميا‏,‏ خاطب العديد من الجهات صغيرة وكبيرة‏,‏ بعدها لف الإهمال حول رقبة مشنقة اليأس‏,‏ فقرر الرحيل عن دنيا الروتين‏,‏ وتناول السم ولم يستطع أحد إسعافه‏.‏
بالمصادفة البحتة ومن محافظة أخري بعيدة عن محافظة كفر الشيخ جاء حسن رزق محمود إبراهيم من الزاوية الحمراء بالقاهرة يحمل في يده محضر إيداع المستندات الخاصة بطلب براءة الاختراع لنفس الهدف‏,‏ و قد حصل علي رقم تسجيل هو‏487‏ في مايو‏2003,‏ وسدد الرسوم المطلوبة‏,‏ ومازال ينتظر مناقشة اختراعه للسيارة ذات المحرك الهوائي ذو القرص الدوار‏.‏
يؤكد حسن رزق أن هذ ا الاختراع لو قدر له أن يري النور سيكون بمثابة انقلاب في حياة المحركات والتي يمكن تطويرها مستقبلا من خلال شركات عملاقة لتشمل كل آلة تتحرك عن طريق الوقود طائرات‏-‏ سيارات‏-‏ قطارات‏-‏ دبابات‏.....‏
يضيف حسن رزق إبراهيم‏:‏ لقد تفاءلت كثيرا عندما قرأت تصريحات د‏.‏ مفيد شهاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي‏,‏ بتبني بعض الاختراعات المصرية المتميز ة لتحويلها إلي مشروعات تكنولوجية‏,‏ ولدعم مهام الأكاديمية في حث المخترعين علي مداومة عمليات البحث العلمي والتطوير والاختراع والابتكار‏.‏ وأكد ذلك أيضا الدكتور فوزي الرفاعي رئيس الأكاديمية‏,‏ وآمل أن تشملني تلك الرعاية‏,‏ فما أقدمه هو مشروع المستقبل للعالم أجمع‏.‏