دموع لايراها أحد !!
تورط قائد عسكري في دعوه رفاق سهرته بالنادي إلى تناول الطعام في بيته بعد منتصف الليل ، فأشفقوا عليه من إحراجه أمام زوجته في مثل هذا الوقت المتأخر ، لكنه لم يلتفت لإشفاقهم ، ولم يهتم لاعتراضهم، واصطحبهم إلى بيته بكل فخر، وزهو ،وهم يتبادلون فيما بينهم كلمات الإعجاب بقوه شخصيته ، ومدى حب زوجته واحترامها، وتقديرها له والذي يجنبه معاناة الحرج معها حتى ولو أرهقها بمثل هذه الدعوة المفاجئة ، والزيارة المباغتة ، وأصطحب القائد أصدقائه إلى منزله وأدخلهم غرفه الضيوف ، مؤكدا لهم أن كل شئ يدعو إلى قضاء سهره ممتعه، وجميلة ،ثم بحث القائد عن أي طعام يقدمه إليهم ، فأبلغه الخادم بان زوجته تغلق باب المطبخ بالمفتاح ، وتحتفظ به في غرفه نومها ، فتظاهر بالاستهانة بذلك واستأذن أصدقاءه بخيلاء في الصعود إلى غرفة نوم زوجته ليحضر لهم مفتاح المطبخ وشيعوه وهو يصعد السلم بنظرات الإكبار ،وعبارات الإعجاب بقوه شخصيته من ناحية وبرقه وعذوبة شخصيه زوجته من ناحية أخرى .
وفي غرفه النوم بالدور العلوي تسلل القائد الشجاع على أطراف أصابعه باحثا عن مفتاح المطبخ فما أن شعرت به زوجته وعرفت مقصده حتى انفجرت فيه سبا، ولعنا بل وضربا، وصفعا أيضا عقابا على تجرؤه على أن يدعوا أصدقاءه إلى بيتها بعد منتصف الليل في حين راح القائد العظيم يبكي بين يديها ،ويتذلل إليها ويتوسل ألا تحرجه مع أصدقاءه ويتحمل صابرا إهاناتها، وصاغرا صفعاتها إلى أن نهضت من فراشها متجهمة، وساخطة، ولاعنه وارتدت قميصها المنزلي وخرجت إلى الضيوف وما أن دخلت إليهم حتى تقدمت من أصدقاءه متهللة، ومبتهجة، ومبتسمة وقالت لهم بكل طيبه ووداعه :" أوه ..لا أعرف كيف أشكر زوجي العزيز على انه استطاع إقناعكم بزيارتنا في مثل هذا الوقت المتأخر. لقد أرادني ألا أنهض من فراشي لكن لم أستطع فقدان مثل هذه المتعة، والبهجة، برؤيتك والترحيب بكم وبخدمتكم ثم نظرت إلى زوجها في امتنان شديد وقالت له :" أوه .. يا زوجي الحبيب لكم أسعدتني الليلة بإحضارك لهؤلاء الأصدقاء الأعزاء إلى بيتنا . ثم انصرفت إلى المطبخ مودعه من الضيوف بالإكبار والاحترام والانبهار الشديد برقتها، وعذوبتها وحبها العظيم لزوجها ، في حين علا صدر القائد العظيم وشكى إلى أصدقاءه من إصرار زوجته على إرهاق نفسها في خدمته رغم أنه يحاول دائما أن يجنبها ذلك .
وأنصرف الضيوف بعد العشاء إلى منازلهم وغرق كل واحد منهم في أفكاره الكئيبة وهو يتخيل ما سوف تقابله به زوجته النكد يه من تجهم، ولوم، وتقريع، لتأخره في الخارج إلى مثل هذا الوقت ، ويقارن في مخيلته بينها وبين ما أحاطت به زوجه القائد العظيم زوجها من حب، واحترام، وتقدير أمام أصدقائه رغم مرضها فلم يلبث أن قال كل واحد منهم لنفسه :" ما أسعد هذا القائد العظيم بزوجته الوديعة ،والطيبة، والرقيقة وما أشقاني أنا بزوجتي الشريرة النكدية
منقووووووووووووله
|