في بيـان معنى السجود لآدم عليه السلام

بسمـه تعالى
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يسعدني أعزائي أن أنقل لكم موضوعاً مهماً لعلّ البعض منا غافل عنه

ويتسائل ما معنى سجود الملائكة لآدم عليه السلام، لذلك هذا الموضوع

يزيل جميع الشبهات عمّن يسأل لماذا السجود لآدم وما معناه ؟!

في بيان معنى السجود لآدم (عليه السلام) أهم الاراء المطروحه في المقام
ومنها مايرد على غيره اهمها وهي :

الـرّأي الأول:
ان سجود الملائكه لآدم " عليه السلام" هو بمعنى الخضوع والتواضع ,,

وليس بمعنى السجود المعهود وقد مرّ أن الخضوع للأنبياء عليهم السلام

لايتنافى مع السجود لله عزوجل ,, بل هو مما امر الله تعالى به
وحذر من مخالفته ...
وان الروايات قد دلت على ان ابن آدم اذا سجد لربه ضجر ابليس

وبكى ,,لانه امر به فعصى واستكبر فلُعن وُابعد وهذه الروايات داله على

سجود الملائكه بهذا المعنى المعهود للسجود لان من المتبادر من السجود

وضع الجبهه على الأرض ,, ويؤيده قوله تعالى " فقعوا له ساجدين "

حيث امتثل الجميع بالسجود لامره تعالى الا ابليس أبى
قال تعالى ...
" واذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر
وكان من الكافرين " سورة البقره آيه (34)
وقد روى ابو البصيرعن الأمام الصادق (عليه السلام) مايؤيد ذلك,, ,,
قال
قلت لأبي عبد الله "عليهـ السلامـ " سجدت الملائكة لآدم عليه السلام

ووضعوا جباههم على الأرض ؟؟
قال عليه السلام : <<نعم تكرمة من الله تعالى >>

الـرّأي الثاني :

ان سجود الملائكة كان لله تعالى ,, وانما كان آدم قبله لهم ,,
كما يقال : صل للقبله أي اليها .
وقد امر الله الملائكه بالتوجه الى آدم في سجودهم تكريمآ له
وتعظيمآ لشأنه فلوكان السجود لله (تعالى)
وكان آدم قبلة محضة لما كان في احتجاجه الذي سجله لنا
القرآن الكريم معنى ,, قال تعالى
"ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا
الا ابليس
لم يكن من الساجدين* قال مامنعك الاتسجد أذا امرتك
قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين *
قال فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين " سورة الأعراف آيه (11- 13)
وهذه الايات صريحه بأدارة السجود ,, وليس المتبادر منه القبله ..

الـرّأي الثالث :

ان السجود لشخص آدم عليه السلام ,, حيث كان بامر الله تعالى
فهو في الحقيقه خضوع لله وسجود لكونه بأمره ,,,
وبيان ذلك : ان السجود هو الغايه القصوى للتذلل
والخضوع ولذلك خصه الله تعالى بنفسه
ولم يرخصه لعباده ان يسجدوا لغيره غير ان السجود لغير الله
اذا كان بامر من الله تعالى كان في الحقيقه عباده له وتقربآ اليه :
لانه امتثال لأوامر الله وانقياد لامره وان كان في الصوره
تذللآ لمخلوق
وروي عن الأمام الصادق " عليه السلام"
عندما سأله زنديق : أفيصلح السجود لغير الله ؟؟
قال الأمام (عليه السلام) : <<لا>>
قال : فكيف امر الله الملائكه بالسجود لآدم عليه السلام ؟؟
فقال الأمام (عليه السلام): << ان من سجد بأمر الله
فقد سجد لله اذا كان عن امر الله >> ..

وفي الختام أتمنى أن أكون قد وفقت في نقلي هذا لتعمّ الفائدة على الجميع ..


اتمنى الأستفاده

في أمان لله