بسم الله الر*من الر*يم
السلام عليكم ور*مة الله وبركاته
مقــــال جميل .. أعجبني كثيراً ويست*ق القراءة
يا عقلاء السُّنّة والشيعة
الدكتور عائض القرني * - « ص*يفة الشرق الأوسط » - 18 / 3 / 2008م - 10:26 م
ما دمنا لم نستطع *ل الخلاف بين السنة والشيعة، وقد مضت عليه عشرات القرون، فعلينا أن نعترف بأن الخلاف *اصل وأن الواجب علينا أن لا نطور هذا الخلاف إلى صراع دموي، فكفانا جرا*اً وتمزقاً، فعندنا ن*ن أمة الإسلام من المصائب ما يكفينا، والصهيونيّة العالمية تتربص بنا وتخطط لاجتثاثنا، ما فائدة إعادة خطب الشتم والتجري* والت*ريض والاستعداء وذكر المثالب والمعائب عند الطائفتين؟ ما هو النفع المأمول من السعي لسفك الدم السنّي أو الشيعي؟ إن كل طائفة من السنّة والشيعة تعتقد بص*ّة مذهبها وبطلان المذهب الآخر، فلن تستطيع أن تغير قناعات الناس إذا أصروا عليها ولو كانت باطلة.
ن*ن أهل السنة نعتقد بأن ال*ق معنا كتاباً وسنّة، وإذا كان الشيعة يرون أننا مقصرون في *ق أهل البيت فإننا نعلنها صري*ة قويّة بأننا نبرأ إلى الله مِن كل مَنْ هوّن من شأن أهل البيت أو تعرّض لهم أو سبّهم، ونطالب الشيعة بالكف عن انتقاص الص*ابة وسبّهم وثلبهم؛ فالدفاع عن أهل البيت والص*ابة واجب على كل مسلم ومسلمة.
إن على عقلاء الطائفتين سنّة وشيعة أن يسعوا لوأد الفتنة ومنع التصعيد و*ذف عبارات التخوين والتربص والوعيد.
يا عقلاء السنة والشيعة انزعوا فتيل الإ*ن، وأطفئوا نار الفتن، ولا تزيدوا الأمة م*ناً على م*ن.. يا عقلاء السنّة والشيعة كلٌ يعمل على شاكلته، وكلٌ يسير على طريقته *تى ي*كم الله بيننا فيما اختلفنا فيه.. يا عقلاء السنة والشيعة لا تعطوا أعداء الإسلام ذريعة لهدم صر* الأمة وإلغاء وجودها وطمس رسالتها و إهانة مقدّساتها..
يا عقلاء السنة والشيعة *رموا فتاوى القتل وسفك الدم وإيقاد نار العداوة والفرقة والبغضاء، ن*ن المسلمين سنّة وشيعة ندعو إلى التعايش السلمي وال*وار مع غير المسلمين، أفنعجز عن أن نعيش سنّة وشيعة بسلام؟ إن الذي يعجز عن إصلا* بيته عاجز عن إصلا* بيوت الآخرين، لمصل*ة من يرتفع صوت طائش أرعن ينادي: يا شيعي اقتل سنيّاً وادخل الجنة؟ ويقابله صوت ينادي: يا سنّي اقتل شيعياً فداءً لك من النار؟ أي منطق؟ أي عقل؟ أي دليل؟ أي *جة؟ أي برهان؟ بل نقول: يا سنّي دم الشيعي *رام، ويا شيعي دم السنّي *رام، أما آن لنا أن نص*و ونراجع نداء الضمير وصوت العقل وخطاب الشرع؟ لا عدوان، لا ظلم، لا ت*ريض، لا إرضاء للأعداء بتمزيق صفوفنا، وهدم بيوتنا بأيدينا، وقتل أنفسنا بخناجرنا.
أ*سن طريقة ل*ل الخلاف بين السنّة والشيعة أن يفعلوا فعل الأعراب «البدو»؛ فإنهم إذا صدم أ*د منهم بسيارته سيارة الآخر قالوا: كل وا*د يصلّ* سيارته، عندها تنتهي المشكلة بلا مرور ولا غرامة ولا سجن، فيا سنّة ويا شيعة: «كل وا*د يصلّ* سيّارته». لقد أمرنا الله تعالى ب*سن المعاملة مع غير المسلمين، ما لم يقاتلونا أو يخرجونا من ديارنا، قال تعالى: ﴿ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُ*ِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ وهذا مع غير المسلم، والبرُّ هنا كف الأذى و*سن الخطاب وجميل التواصل والتعايش السلمي، فكيف مع طوائف الإسلام ولو كانت مختلفة متنازعة؟ ماذا يقول عنّا الآخرون إذا شاهدونا نكيل السّباب لبعضنا لعناً وشتماً وتجري*اً وإهانة وسخرية؟ إن الإخوة أبناء الرجل الوا*د إذا لم يصل*وا شأنهم ويقفوا صفاً وا*داً أمام الناس فهم عرضة للعداوة والفرقة والفشل والهزيمة، دعونا من الخطب النارية البغيضة والكلمات الرعناء الجوفاء ال*مقاء: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِ*َبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾.